هل تشغيل تطبيقات الايفون على أجهزة ماك كالفرصة الضائعة على جميع الأطراف، وما هي فرص تحسنها؟

لماذا-تعد-فكرة-تشغيل-تطبيقات-الايفون-على-أجهزة-ماك-بمثابة-فرصة-ضائعة-لجميع-الأطراف

هناك تناغم رائع وتآلف لا مثيل له بين جميع أجهزة ابل داخل النظام البيئي المغلق بفضل احتواء معظمها على نفس المواصفات الفنية وعتاد الهاردوير. إحدى أبرز الميزات الواعدة التي تقدمها أجهزة كمبيوتر ماك أنها قادرة على تشغيل تطبيقات الايفون والايباد للاستمتاع بالعمل على الشاشات الأكبر حجمًا، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي وفعال في تحسين الطاقة الإنتاجية للمستخدمين.

على الرغم من أن ميزة تشغيل تطبيقات الايفون كانت سببًا في إطلاق شرارة حماس الملايين من مالكي أجهزة كمبيوتر ماك، وتشجيع الملايين الآخرين ممن لا يمتلكون هذه الأجهزة على الترقية للقفز على العربة، إلا أن معظمهم اكتشفوا في النهاية أنهم قلما ما يحتاجون إلى هذه الميزة، أو بمعنى آخر، نادرًا ما يُفضّلون اللجوء إليها. إنها إحدى الفرص الضائعة لجميع الأطراف، المطورون والمستهلكين وشركة ابل نفسها لعدم استغلالها على النحو المطلوب.

■ معظم المطورين غير متهمين بتحسين تطبيقات الايفون على ماك

لماذا-تعد-فكرة-تشغيل-تطبيقات-الايفون-على-أجهزة-ماك-بمثابة-فرصة-ضائعة-لجميع-الأطراف

السؤال الأكثر أهمية هو لماذا لا تتوفر العديد من تطبيقات الايفون على أجهزة كمبيوتر ماك على الرغم من أن شركة ابل تمنح المطورين هذه الميزة الاستثنائية؟ الجواب ببساطة أن هؤلاء المطورين يرغبون أن تستمر تطبيقاتهم بشكل حصري على هواتف الايفون وأجهزة الايباد فقط.

السبب الآخر والأكثر أهمية هو أن تجربة استخدام تلك التطبيقات على أجهزة الكمبيوتر والتحكم فيها باستخدام لوحة المفاتيح والماوس يتطلب المزيد من الموارد المالية وجهود التطوير للتأكد من توافقها مع أجهزة الكمبيوتر والعمل عليها بسلاسة، الميزة التي لا يتمتع بها معظم المطورين المستقلين أو حتى شركات تطوير التطبيقات الناشئة والصغيرة.

ربما ليس هذا أو ذاك، وإنما لماذا قد يفكر المطورون بطرح تطبيق مدفوع الثمن على الرغم من أن شركة ابل توفير تطبيق افتراضي على نظام macOS يؤدي بالفعل مثل هذه الوظائف؟ لذلك، من الناحية النظرية أو التجارية، قد تكون فكرة طرح تطبيقات الايفون على نظام macOS غير مربحة تمامًا للمطورين.

معظم مطوري التطبيقات اختاروا عدم المشاركة في هذا الميزة، ولا ينبغي أن نعارضهم في اختيارهم هذا، فهذا من حقهم. ولكن من ناحية أخرى، هذا يعني أنني عمليًا، كمستهلك نهائي، لن أتمكن من تشغيل جميع تطبيقات الايفون – التي كنت أتمنى تشغيلها على سطح المكتب – من تشغيلها على نظام macOS. باختصار شديد: معظم التطبيقات التي كنت أتطلع لرؤيتها على جهاز ماك، اختار مطوروها عدم الاشتراك في هذه الميزة، وفي النهاية كانت غير متوافقة على نظام macOS.

■ ما من شيء أكثر استفزازا من استخدام فأرة الماوس في هذه الحالة

لماذا-تعد-فكرة-تشغيل-تطبيقات-الايفون-على-أجهزة-ماك-بمثابة-فرصة-ضائعة-لجميع-الأطراف

إنني مشفق على جميع المستخدمين الذين سبق لهم في أي مرة وحاولوا فيها استخدام فأرة الماوس على أجهزة الايباد. إنها تجربة مؤلمة ومخيبة للآمال أن تتعامل مع واجهة مستخدم تم تصميمها مع الوضع بالاعتبار وظائف اللمس بالمقام الأول بدلاً من أي طريقة أخرى للتفاعل مع نظام التشغيل، حتى في أفضل الأحوال، هذا إذا لم ترفض تطبيقات الايفون الماوس من الأساس.

يجب أن نفهم أن واجهة النظام البرمجية المُصممة بشكل خاص لوظائف اللمس ستجعل تجربة الماوس محرجة للغاية باعتباره عنصر دخيل وغير مرغوب فيه بالمقام الأول.

دعونا نأخذ إحدى تطبيقات الايفون على سبيل المثال. لقد كان تطبيق LumaFusion أحد أفضل تطبيقات تحرير الفيديو على أجهزة الايباد ونظام macOS. ولكن على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها المطورون لتشغيل تطبيق iOS على نظام macOS، ولكن أثناء استخدامك له على سطح المكتب سوف تشعر في النهاية أن هناك شيء خاطئ وغير طبيعي يحدث في هذا البرنامج، هذا على غرار العديد من تطبيقات الايفون الأخرى وليس LumaFusion وحده.

■ إدارة الملفات بمثابة المهمة المستحيلة

لماذا-تعد-فكرة-تشغيل-تطبيقات-الايفون-على-أجهزة-ماك-بمثابة-فرصة-ضائعة-لجميع-الأطراف

إن الاختلاف الرئيسي في بنية وأنواع الملفات بين نظام macOS ونظام iOS أو iPadOS سيجعل من الصعب إدارة الملفات والتعامل معها على أجهزة سطح المكتب. خذ إحدى تطبيقات الايفون المخصصة لتحرير الفيديو على سبيل المثال، وسوف تكتشف أن طريقة حفظ المشاريع والملفات وتصديرها وتشغيلها بمثابة مهمة مستحيلة على أجهزة ماك. هذه مُجرد صورة بسيطة للمعضلة الحقيقية التي قد تواجهها مع العديد من تطبيقات الايفون الأخرى التي قد تحتاج لتشغيلها على أجهزة كمبيوتر ماك.

لماذا تحدثت عن تطبيق LumaFusion تحديدًا؟ هذا لأنه من التطبيقات القلائل التي بذل مطوروها جهود ممتازة من أجل تشغيلها على سطح المكتب، والأهم من ذلك، أنه غير متوفر على هيئة إصدار مستقل لسطح المكتب. ولكن عندما تحتاج إلى بعض التطبيقات التي تؤدي بعض الوظائف الأخرى، فسوف تجد أن هناك العديد من التطبيقات التي تم تطويرها خصيصًا لنظام macOS والتي تعمل مثل السحر على سطح المكتب.

حينها قد تسأل نفسك: لماذا قد أحتاج إلى شراء إحدى تطبيقات الايفون لتشغيلها على جهاز ماك وأخوض تجربة سيئة للغاية في حين أنه بإمكاني شراء تطبيق مستقل مُصمم خصيصًا لنظام macOS ويعمل بشكل طبيعي ويحتوي على جميع الوظائف التي تلبي جميع احتياجاتي؟ أعتقد أن الألعاب هي الاستثناء الوحيد. فبحسب تجارب العديد من المستخدمين، فإن الألعاب هي الاستثناء الوحيد لهذه المشكلة. تعمل ألعاب الآيباد على نظام macOS بشكل طبيعي جدًا، خاصة تلك الألعاب التي تدعم وحدة التحكم.

أتوقع أن ينقذنا iOS 18 ■ من هذه المعضلة

iOS-18

الميزة الرائعة في التناسق بين نظام أندرويد ونظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز أنه بإمكانك أن تتحكم في هاتفك الأندرويد من جهاز الكمبيوتر، حتى وإن كان الهاتف بداخل جيبك أو متصل بالشاحن.

الخبر السار أن نظام iOS 18 الجديد يجلب ميزة مشابهة باسم iPhone Mirroring والتي تسمح لك بالتحكم الكامل في جهازك الايفون على أجهزة كمبيوتر ماك التي تعمل بنظام macOS Sequoia الجديد. بهذا الشكل، في حال امتلاكك هاتف ايفون، فلن تحتاج إلى تشغيل تطبيقات الايفون على جهاز الكمبيوتر لأنك ستكون قادرًا على التحكم في هاتفك الايفون من سطح المكتب.