تطرح ابل الجيل الجديد من الايفون في شهر سبتمبر من كل عام، والذي ينظر إليه البعض على أنه نسخة طبق الأصل من الجيل الذي سبقه. هذا صحيح إلى حد كبير، ولسبب منطقي. فلقد قطعت الهواتف الذكية شوطًا طويلاً خلال السنوات القليلة الماضية، ووصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا من التطور حتى جعلت من الصعب على صانعي التكنولوجيا إيجاد أو ابتكار أفكار جديدة تجعل السلاسل الحديثة منها فريدة أو مختلفة عما قبلها.
ينظر معظمنا إلى التعديلات البسيطة في فلسفة التصميم أو ترقيات الأجهزة المنتظمة على إنها مملة ودون فائدة، ولكن إذا أردت رأيي الشخصي، فهي عادةً ما تكون مؤثرة، وبشكل فعّال. ويعد هاتف iPhone 16 Pro Max شاهد حقيقي يعكس تلك الحجّة. فبعد تجربتنا للهاتف خلال الأسابيع القليلة الماضية، تطور لدينا شعور بأنه يستحق أن نوصي به ونحن واثقين أنكم لن تندمون على شرائه لأي سبب من الأسباب.
■ الأسلوب الجديد في كاميرا iPhone 16 Pro Max
يعد مركز التحكم بالكاميرا “Camera Control” الجديد إضافة قيّمة جدًا على جميع طرازات iPhone 16، والتي من شأنها – من الناحية النظرية – تبسيط تجربة الكاميرا والتصوير بالهاتف. يجب أن تعرف أنك لن تستمتع بهذه الإضافة بمجرد شرائك للهاتف، بل يجب أن تعطي لنفسك فرصة ومساحة من الوقت قبل أن تحكم حكمًا نهائيًا على هذه الميزة.
ولكن بالنسبة لنا، فإن الإضافة الثورية الحقيقية على هاتف iPhone 16 Pro Max هي مجموعة مرشحات وأنماط التصوير الفوتوغرافي المتعددة، والتي يصل عددها إلى 15 نمطًا بما في ذلك الخيار الافتراضي. هذه الأنماط تساعدك في التلاعب بصورك وكأنك تستخدم تطبيق Lightroom على الهاتف، ولكن بطريقة مبسطة، ودون أي تكاليف إضافية. توفر لك هذه المرشحات القدرة على تغيير درجة حرارة وألوان الصور للحصول على أجواء مختلفة من نفس الصورة دون بذل الكثير من الوقت أو الجهد.
نعم، لقد كانت مرشحات الصور موجودة بالفعل، ولكن مع هاتف iPhone 16 Pro Max، لن تتسبب المرشحات الجديدة في تدمير صورك، بمعنى أنك قادرًا على التبديل بين المرشحات بعد التصوير، وجميع التأثيرات قابلة للعكس والتبديل بسهولة. وعلى عكس المرشحات وعدد التعديلات التي كانت موجودة في السابق.
فالآن، يمكنك إجراء المزيد من التعديلات على كل نمط تصويري، بشكل يتجاوز حدود زيادة أو تقليل مقدار تأثير النمط نفسه. على سبيل المثال لا الحصر، يمكنك التحكم في نغمة الصورة، ولون اللوحة، والظلال الفردية، والأجواء، والمزيد غير ذلك. ومع كل تعديل تقوم بتطبيقه، سينعكس على جو الموضوع والظلال الفردية للصورة. الهدف من هذه التأثيرات هي إبراز صورك ومنحك لوحات فنية إبداعية دون الحاجة إلى استخدام تطبيقات تحرير الصور المعقدة.
ومن الناحية الفنية، لا يُمكن إنكار الترقية التي حصل عليها إعداد الكاميرا بهاتف iPhone 16 Pro Max، مثل العدسة واسعة المجال بدقة 48 ميجابكسل لتحسين إمكانات لقطات الماكرو والقدرة على التصوير بدقة 4K/120FPS مع ميزة خلط الصوت “Audio Mix” التي تجعلك غير مُضطر لاستخدام ميكروفون مخصص لالتقاط الصوت أثناء تسجيل الفيديوهات.
هذه التحديثات، وإن كانت بسيطة، إلا إنها ما جعلت هاتف iPhone 16 Pro Max ترقية مهمة جدًا لصناع المحتوى وعشاق هواتف الكاميرا والمصورين الفوتوغرافيين.
■ تحديث بسيط على التصميم لما هو مهم فعلاً
لم يتغير تصميم طرازات iPhone Pro Max على مدار السنوات القليلة الماضية، وهاتف iPhone 16 Pro Max لم يكن بالاستثناء هذا العام. إنه يحافظ على نفس أسلوبه المتميز في لغة التصميم، ولكن ما تعتبره شركة ابل مهم حقًا قد أضافته بالفعل. نعتقد أن الشاشة الأكبر حجمًا كانت مطلبًا لعدد كبير من المستخدمين الذين يعتمدون على الهاتف في الاستخدامات اليومية كبديل لأجهزة الكمبيوتر، مثل بث الوسائط أو ممارسة الألعاب.
ولكن اسمح لي أن أخبرك بأن الترقية الحقيقية في هاتف iPhone 16 Pro Max ليست مرئية للعين. حصل الهاتف على نظام تبريد حراري جديد تمامًا، فضلاً عن سعة بطارية أكبر. لذلك، قد تكون الترقية الأكثر أهمية في هذا الهاتف مخفية عن الأنظار، ولكن سينعكس تأثيرها بشكل واضح على تجربة الاستخدام.
فإذا كنت تمتلك هاتف iPhone 15 Pro Max، فمن المؤكد أنك لاحظت سخونة إضافية في الزاوية العلوية اليسرى أثناء استخدام الهاتف في المهام المتعطشة للموارد كالألعاب، أليس كذلك؟ تم حل هذه المشكلة مع طراز iPhone 16 Pro Max بفضل غرفة البخار الجديدة التي تتمتع بمساحة تبريد أكبر. ما فعلته ابل مع هذا الهاتف هو كيف يُمكن السماح له بالتكيُّف مع الحرارة المرتفعة عن طريق توزيعها بالتساوي على جميع أنحاء الهاتف، مع الحفاظ على نطاق الحرارة الآمن والمعتدل في أسوأ الأحوال.
كما أشرنا للتو، قد لا تكون ترقية مهمة جدًا من الناحية النظرية، ولكن من الناحية الفنية، هذا يعني تجربة استخدام مريحة بشكل أكبر. ما من شيء أفضل من الشعور ببرودة الهاتف أثناء الاستخدامات المكثفة. إنه تحدي يفشل فيه معظم صانعي الهواتف الذكية، وخاصة العلامات التجارية الصينية. وليس من المستغرب أن تعاني شرائح كوالكم من الاختناق تحت الضغط الثقيل نتيجة عدم توزيع الحرارة بكفاءة بعيدة عن الشريحة.
لذلك، من دواعي سرورنا أن نخبركم أننا لم نخوض مثل هذه التجربة المروّعة مع هاتف iPhone 16 Pro Max. لا توجد أي مؤشرات تدل على أن الحرارة المرتفعة قد تكون سببًا في إزعاجك بعد الآن. بالتالي، على الرغم من إنها قد لا تكون الترقية الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للمستخدمين العاديين، إلا إنها جعلت تجربتنا مع الهاتف ممتعة بشكل أكبر.
بجانب التبريد، فإن عمر البطارية تحسن بشكل ملحوظ. لا نعلم ما هي سعة البطارية بالتحديد، ولكنها بالتأكيد أكبر من تلك الموجودة في هاتف iPhone 15 Pro Max. الدليل على ذلك هو أننا لم نعد مضطرين إلى شحن الهاتف إلا بعد يوم ونصف اليوم مع الاستخدام المعتدل، مقارنةً بهاتف iPhone 15 Pro Max الذي كان يتعطش إلى الشحن في نهاية كل يوم.
يجب أن تنظر إلى عمر البطارية من وجهات نظر مختلفة. إنه يضمن لك القدرة على بث الموسيقى والتقاط الصور والتواصل مع الأصدقاء وتصفح الويب لفترات زمنية أطول. شخصيًا، هذه الميزة وحدها كفيلة أن تجذب اهتمامي. فلطالما ما كان عمر البطارية الأطوال عامل جذب رئيسي في الهواتف الذكية بالنسبة لي. وإذا كنت تستخدم هاتفك بشكل مكثف مثلي، فمن المؤكد أنك ستقدّر هذه الميزة الإضافية، حتى وإن كانت غير مرئية للعين.
■ الحد الأدنى من معدلات السطوع
حصلت شاشة iPhone 16 Pro Max على ترقيتين رئيسيتين: الأولى هي الشاشة الأكبر حجمًا والتي يبلغ قطرها 6.9 بوصة بدلاً من 6.7 بوصة. إنها الآن أكثر اتساعًا، ليس بفضل مساحة لوحة العرض الأكبر فحسب، ولكن بسبب قيام ابل بتقليص الحواف السوداء المحيطة حول الشاشة. تقدم الشاشة الآن تجربة غامرة – إذا صحّ التعبير – على الرغم من أنني لم أشتكي قط من شاشة 6.7 بوصة. ولكن هناك من يحب الشاشة الأكبر حجمًا لأنها عادةً ما تكون ممتعة أكبر في بث الفيديو.
الترقية الأخرى للشاشة هو الحد الأدنى من معدلات السطوع الذي يصل إلى 1 شمعة فقط. هذا الحد الأدنى من السطوع يجعل الشاشة مريحة جدًا للعين أثناء الاستخدام في الظلام خلال ساعات متأخرة من الليل. فإذا كنت معتاد على استخدام الهاتف على الفراش قبل أن تخلد إلى النوم، فإن شاشة iPhone 16 Pro Max تحد من مشكلات إجهاد وجفاف العين الناتجة عن الأشعة الساطعة الصادرة من الأجهزة الرقمية.
■ أنت لست مُضطرًا لشراء iPhone 16 Pro Max
ابل على يقين أن هناك عدد قليل من الناس ممن يميلون إلى فكرة الترقية السنوية. لذلك، من المنطقي ألا تضيف ابل العديد من التغييرات الجذرية على الهاتف كل عام. لهذا، هي تمنحك برنامج دعم استثنائي يدوم لما يصل إلى 5 سنوات. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بتغيير هواتفهم كل ثلاث أو أربع سنوات، فمن المؤكد أنك ستشعر باختلاف وفرق كبير مقارنة بهاتفك السابق. بعض الاختلافات عملية من الناحية الفنية ولها تأثير إيجابي على تجربة المستخدم، بينما بعضها الآخر تلتمس جماليات التصميم والدقة الهندسية والتجربة الأكثر راحة.
لكي أكون صادقًا، فعلى الرغم من إنني لم أكن من أشد المعجبين بهاتف iPhone 16 Pro Max في البداية، إلا أنني سرعان ما وجدت نفسي أبدأ في الحياد عن رأيي بعد تجربة الهاتف لبضع أيام. إنه أكثر أناقة من أي وقت مضى بفضل إطارات التيتانيوم الداكنة. إنه يدوم لمدة يوم كاملاً بدورة شحن واحدة. إنه أكثر برودة أثناء استخدامه مع المهام الشاقة. لا يتسبب في إجهاد عيني أثناء استخدامه قبل النوم. شاشته أصبحت ممتعة بشكل أكبر في مشاهدة الفيديوهات والأفلام. قد تبدو تعديلات بسيطة، ولكنها مفيدة جدًا في حياتي العملية.
- اقرأ أيضًا: iPhone 16 جميل بكل تفاصيله