iOS 19 هو التحديث الرئيسي التالي لأجهزة الآيفون، ومن المتوقع أن يكون أضخم تحديث في تاريخ الآيفون منذ نظام iOS 17، ليس فقط لاحتوائه فلسفة التصميم الجديدة المستوحاة من نظام visionOS أو المزيد من وظائف الذكاء الاصطناعي المبتكرة، ولكن أيضًا لتكامله المخطط له مع نماذج ذكاء اصطناعي خارجية إضافية بخلاف ChatGPT.
بينما يعد ChatGPT التابع لشركة OpenAI جزء لا يتجزأ من نظام iOS 18، لكن يجب أن تحذو بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى حذوه مع نظام iOS 19، إذ كانت هناك تلميحات في الآونة الأخيرة التي تبشر بوجود Gemini من جوجل مع نظام التشغيل التالي لشركة آبل، وتأتي هذه التلميحات بشكل صريح من Sundar Pichai نفسه، الرئيس التنفيذي الحالي لمجموعة شركات Alphapet المالكة لشركة جوجل.
هل نرى وجودًا لنموذج Gemini في نظام iOS 19؟
خلال حواره عن الإجراءات التي تتخذها شركات التكنولوجيا الأمريكية لمكافحة ممارسات الاحتكار الرقمية التجارية، ألمح الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، Sundar Pichai، عن النقاشات التي تجريها كل من جوجل وآبل لضم Gemini بمنصة “ذكاء آبل” خلال وقت قريب جدًا.
كان يبدو Pichai واثقًا من حديثه، إذ أفاد بأنه علم من تيم كوك شخصيًا رغبة آبل في دمج المزيد من نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لجهات خارجية بداخل منصة “ذكاء آبل”. وبالرغم من عدم وجود دليل قاطع أو تأكيد رسمي من آبل حول هذا الإجراء، إلا أن حديث Pichai يؤكد بوضوح وجود نقاشات جارية بين آبل ومزودي خدمات الذكاء الاصطناعي الخارجيين. ولعل ضم ChatGPT من OpenAI إلى نظام iOS 18 أحد أهم الأمثلة التي تؤكد بأن الشركة لا تمانع إطلاقًا في دمج نماذج متطورة تابعة لجهات خارجية، وهو تغيير ملموس في استراتيجية برامج الشركة التي ظلت منغلقة على نفسها لسنوات طويلة.
ماذا يعني هذا للمستخدم؟
بالنسبة لنا كمستخدمين، يتوقع خبراء التكنولوجيا أن يُحدث ضم المزيد من نماذج الذكاء الاصطناعي داخل نظام iOS 19 تغييرًا كبيرًا على تجربة الاستخدام اليومية لأجهزة الآيفون. فمن الرائع أن يكون لدى المستخدم حرية اختيار نماذج الذكاء الاصطناعي التي يفضلون استخدامها وفقًا لاحتياجات مختلفة. ربما يُفضل البعض ذكاء ChatGPT في توليد النصوص الإبداعية والمحادثات المعقدة، لكنهم قد يجدون أن Gemini أكثر ذكاءً في عمليات بحث الويب، وربما تتوفر نماذج أخرى في المستقبل قادرة على توفير أدوات أكثر تخصيصًا للتعامل مع التطبيقات.
بالرغم من ذلك، من غير الواضح ما إذا كان من الممكن أن تعمل مجموعة مختلفة من نماذج الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض بالتزامن في نفس الوقت أم لابد من اختيار نموذج واحد في كل مرة. من المؤكد أن آبل تدرس إمكانية تشغيل عدة نماذج بالتزامن، لكن لابد أن تكون هناك بعض القيود ذات الصلة بعمليات توجيه المستخدم وضرورة اختيار نموذج افتراضي على مستوى النظام.
لماذا تفعل آبل هذا الآن؟
من السهل التكهن بالنهج الذي تتبعه آبل مع هذه الخطوة. فبدلاً من الانتظار لتطوير جميع وظائف الذكاء الاصطناعي داخليًا، فإن الشركة منفتحة للتعاون مع كبار مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي لتوفير حلولاً موثوقة للمستخدمين، لكن مع شرط واحد أساسي وهو عدم المقايضة ببيانات المستخدمين. بهذا الشكل، سيكون لدى مستخدمي آبل القدرة على الاختيار من بين عدة نماذج دون الحاجة لاستخدام تطبيقات مخصصة. عند النظر إلى الأمر بوجهة نظر أكثر شمولاً، يجب أن يجعل هذا هاتف آيفون أفضل منصة لوظائف الذكاء الاصطناعي على الإطلاق والتي تترابط مع تجربة المستخدم بشكل متماسك ومحكم.
iOS 19 أفضل وأكثر أنظمة التشغيل ذكاءً بشكل قاطع
من المتوقع أن تعقد آبل مؤتمر WWDC 25 للكشف عن نظام iOS 19 يوم 9 يونيو القادم. يجب أن نعرف حينها ما إذا كان من الممكن أن تتحقق رؤى الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ويتم ضم Gemini لمنصة ذكاء آبل في المستقبل. إذا حدث ذلك، فهذا يعني أن آبل ترغب في احتضان المزيد من الشراكات الخارجية لكي يستفيد المستخدم النهائي من وراء هذه الصفقات.
في حين أن ChatGPT لم يُقصّر في أداء مهامه، لكن تظل فكرة التنوع والمرونة مطلوبة في جميع الأحوال. وقد يتحقق هذا الأمر بتكامل Google Gemini وغيره من نماذج أخرى بداخل أنظمة تشغيل شركة آبل.