منتجات ابل هي الأجهزة الوحيدة التي لم أندم يومًا على شرائي لها

منتجات-ابل-هي-الأجهزة-الوحيدة-التي-لم-أندم-يومًا-على-شرائي-لها

بالنسبة لي، فإن منتجات ابل كانت من بين الأجهزة القليلة التي لم أشعر يوميًا بالندم أو الحسرة على شرائي لها، ليس لأنها من ابل، ولكن لأنها دائمًا ما تُثبت لي أنني لم أنفق أموالي في المكان الخاطئ. فعلى الرغم من حالة الجدال والنزاع التي تحوم في الوقت الحالي حول نظارة فيجن برو، إلا إنني أريدك أن تتذكر هذه الكلمات جيدًا، فهذه هي نظارة الواقع المختلط القياسية في المستقل القريب، وستكون من أنجح تسلسلات منتجات ابل التقنية في المرحلة المقبلة.

من الطبيعي أن يكون لأي شخص بعض الشكوك تجاه إحدى منتجات ابل التقنية، وخاصة المتطورة منها، فهي عادة ما تكون أجهزة مُعقدة للغاية، ليس من حيث طبيعة الاستخدام ومستوى الخبرة التي تتطلبه للعمل والقيام بوظائفها، ولكن من حيث الميزات البرمجية وعتاد الهاردوير فائق الصغر والمواصفات الفنية الدقيقة التي تحتوي عليها.

هناك الملايين من الأشخاص المُتيمين بالعلامة التجارية، والذين يميلون لشراء منتجات ابل بمجرد طرحها في الأسواق، حتى وإن لم يكونوا في أشد الحاجة إليها. ولكن بعد أن يعتادوا على استخدامها لبعض الوقت، تتحول هذه الأجهزة سريعًا إلى الرفيق المثالي لهم في حياتهم اليومية.

لست أتحدث عن الايفون – ليس من الضروري أن نتحدث عن الايفون على الرغم من كونه أشهر منتجات ابل بوجه خاص وأشهر الأجهزة التقنية في العالم أجمع بشكل عام، ولكنني أتحدث عن شيء مثل نظارة فيجن برو أو سماعة آيربودز أو المكبر الصوتي HomePod Mini.

سبب العلاقة القوية بيني وبين منتجات ابل

منتجات-ابل-هي-الأجهزة-الوحيدة-التي-لم-أندم-يومًا-على-شرائي-لها

سأكون صريح معكم، لقد كانت توقعاتي بجهاز HomePod Mini مرتفعة للغاية، لدرجة أنني أصبت بالإحباط وخيبة الأمل بعد شرائي له بفترة زمنية قصيرة، وأصبحت أشعر أنه بدون فائدة حقيقية. فهل هذا يعني أنه جهازًا سيئًا أو رديء الجودة؟ إطلاقًا، ولكنني أشعر أن شركة ابل بالغت كثيرًا في عدد التضحيات التي قدمتها مع هذا الجهاز حتى أصبح مثله مثل أي مكبر صوت منزلي آخر.

ولكن هل هذا يعني أنني نادم على شرائي له؟ تذكر مقدمتي عندما أخبرتك بأنني لم أندم يومًا على شراء منتجات ابل، بصرف النظر عن نوع الجهاز. ولكن الفكرة هي أن صوت سماعات الآيربودز الخاصة بي عالي جدًا، وتحتوي على العديد من الميزات المتطورة، وتحصل على المزيد منها مع كل تحديث رئيسي. المساعد الافتراضي Siri يعمل بشكل لا تشوبه شائبه على هاتفي الايفون من حيث السرعة والأداء. وأشعر بالسعادة لإدارة أعمالي المهنية وحياتي الترفيهية على أجهزة كمبيوتر ماك.

هذا ما جعلني أشعر بالإحباط عند استخدامي لجهاز HomePod Mini، لأنني رفعت من سقف توقعاتي بشكل مبالغ فيه. أعتقد أن السبب الذي يجعلني غير راضِ تمامًا عن مكبر الصوت المنزلي هو صوته المنخفض، وجودة وضوح الصوت ونقاءه أيضًا. الجهاز ليس سيئًا بالمعنى الحرفي، ولكن عندما أنفق 100$ على مكبر صوت منزلي، فأنني أنتظر أن يقدم لي أكثر مما قدمه لي HomePod Mini بهذا السعر.

لم أنتظر منه أنه يقدم لي نفس جودة المكبر الصوت القياسي “HomePod”، ولكنني كنت أّمَل أن يقدم لي – على الأقل – جودة صوت مقبولة أثناء الاستماع إلى بعض الموسيقى وأغانيِ المفضلة. تزداد حيرتي عندما أكتشف أن جهاز مثل JBL Bluetooth الأقدم والأرخص سعرًا قادر على التفوق بسهولة في هذه المناظرة سواء من حيث حجم الصوت أو دقته ونقاءه أو من حيث مستوى جهير الباس.

ابل دقيقة جدًا عندما تقوم بالترويج لإحدى منتجاتها، ويجب أن تستخدم منتجات ابل بنفس الطريقة التي يتم الترويج لها. من الواضح أنني لم استخدم HomePod Mini بنفس الطريقة التي أرادتها شركة ابل. قد يكون هذا الجهاز رائعًا في غرفة صغيرة أو في المطبخ لتشغيل البودكاست وبعض الموسيقى، ولكنه غير جدير بالثقة ليحل محل المكبر الصوتي لسطح المكتب.

حتى وإن تغاضينا عن جودة الصوت أثناء استخدامك مع جهاز كمبيوتر ماك، فلا تزال هناك بعض السقطات التي سيتعين عليك التعايش معها بشكل أو بآخر، منها فترة التأخير الزمنية التي يستغرقها المكبر الصوتي الصغير كلما حاولت البدء في تشغيل أغنية أو إيقاف تشغيلها. وإذا حاولت أن تطرح سؤالاً على Siri والانتظار للحصول على إجابة على جهاز الايفون الخاص بك، ستجد HomePod Mini أكثر إزعاجًا وتدخلاً لأنه سيحاول الإجابة على السؤال بدلاً من الهاتف.

إذا تحدثنا عن عملية إقران سماعة آيربودز برو بجهاز كمبيوتر ماك، فإن العملية تبدو سهلة وسريعة إلى حد كبير، ولكنها تصبح مرهقة ومعقدة للغاية إذا بدأنا في ذكر HomePod Mini. تقدم ابل تكامل بيئي ممتاز مع نظام macOS والذي يعمل مثل السحر وبشكل تلقائي بمجرد اقترابي من الكمبيوتر، لدرجة أنني بدأت أفضل الاعتماد عليها أكثر من اعتمادي على مكبر الصوت المنزلي الخاص بي.

لا تنتظر دائمًا الكثير من Siri

إذا كنت تخطط لشراء إحدى منتجات ابل التقنية التي تعمل بالمساعد الافتراضي، فلا يجب أن ترفع من سقف توقعاتك، خاصة إذا كنا نتحدث عن جهاز مثل HomePod Mini. بمجرد أن تبدأ في استخدامه واستعداء المساعد الافتراضي، ستشعر وكأنه يعاني من حالة انقسام في الشخصية. إنه نادرًا ما يستطيع فهم كلامك، وقلما ما يقدم لك إجابات موثوقة.

مرة أخرى، من الواضح أنني لا استخدم المكبر الصوتي بنفس الطريقة التي أرادتها ابل، وهذا لأن المساعد الافتراضي يعمل بشكل رائع مع المهام القياسية، مثل استعداء قائمة الأغاني أو التحق من الوقت والتاريخ وحالة الطقس. ولكن بالنظر إلى أننا في مرحلة جديدة تمامًا من تطور الذكاء الاصطناعي، فإن جهاز HomePod Mini يفتقر إلى المقومات الأساسية التي قد تجعله مكبر صوت ذكي.

كنت أتوقع أن يجلب Apple Intelligence الحل النهائي لمعضلتي، ولكن بعد أن أعلنت ابل أن الحد الأدنى لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي يتطلب معالج عصبي متعدد النوى وذاكرة عشوائية 8 جيجابايت، فهذا يعني أن جهاز HomePod Mini سيغيب عن الحفل بكل تأكيد. على الرغم من أن هناك بعض التسريبات التي تزعم بأن هناك جهاز HomePod بشاشة قيد التطوير، إلا إنني لا أعتقد أن هذه الشاشة قد تضيق قيمة حقيقية للمكبر الصوتي.

ليس الجميع مثلي

homepod-mini

برغم إحباطاتي، إلا إنني واثقًا من أن هناك العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالإشباع الكامل والسعادة الفائقة مع جهاز HomePod Mini، خاصة إذا كانوا يستخدمونه بالطريقة التي توضحها ابل – في المطبخ والغرف الصغيرة. ولكن بالنسبة لي، يذكّرني هذا الجهاز بالسكين السويسري الذي يحتوي على عدد كبير من الأدوات لفعل الكثير من الأشياء، ولكن بمجرد أن أبدًا في استخدامها، ينتهي بي الأمر بجرح إحدى أصابع يدي. لذلك، من بين عدد كبير من منتجات ابل التقنية، أنصحك بألا ترفع من سقف طموحاتك مع جهاز HomePod Mini.