وفقًا لتقرير أحد الصحفيين السابقين بوكالة بلومبرج الأمريكية، فإن مصانع TSMC الجديدة بولاية أريزونا بدأت في إنتاج العديد من طرازات الشرائح الخاصة بعملائها، من بينهم شركة ابل، حيث يتم الآن تصنيع شرائح ساعات ابل الذكية وهواتف الايفون في الولايات المتحدة الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن مصنع Fab 21 الجديد بأريزونا يعمل بكامل طاقته حاليًا لتطوير شرائح سلسلة المعالجات المركزية Ryzen 9000 الخاصة بشركة AMD، جنبًا إلى جنب مع تطوير شرائح A16 المستخدمة في الطرازات القياسية من سلسلة iPhone 15. ووفقًا للتقرير، فلقد تلقت شركة TSMC طلبًا من شركة ابل مؤخرًا لبدء تطوير الشرائح المُخصصة لساعاتها الذكية في الولايات المتحدة، مع العلم أن طلب شركة ابل يستهدف شريحة A9 المستخدمة في ساعة Apple Watch Series-9، ربما هذا يعني أن مصنع Fab 21 الجديد بولاية أريزونا مُخصص للعمل على الرقائق المستندة إلى عقدة تصنيع 4nm، التي تعد نسخة مُحسنة من عقدة تصنيع 5nm.
مصانع TSMC بالولايات المتحدة لها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الأمريكي
لسنوات طويلة، اعتمدت شركة ابل على TSMC لتصنيع شرائحها الخاصة، بما في ذلك الشرائح المُخصصة لأجهزة الايفون، جنبًا إلى جنب مع ساعات ابل وتش وشرائح Apple M-Series التي تحولت إليها أجهزة Mac منذ عام 2021.
الجدير بذكره أن مصانع TSMC تعمل بكامل طاقتها في موطنها الرئيسي، تايوان. ولكن في السنوات الأخيرة، رأينا اهتمام متزايد من الشركة التايوانية لتشييد وبناء المزيد من المرافق الخاصة بها في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً بعد أن قدمت لها حكومة الولايات المتحدة العديد من التسهيلات التجارية والتشغيلية التي تجعل مصانعها تعمل في بيئة أكثر استقرارًا مقارنةً بالحكومات السابقة.
من المهم معرفة أن شركة TSMC تبحث منذ سنوات إمكانية تنويع مرافقها بعدد أكبر من البلاد لتفادي أي نوع من المشكلات التي قد تؤثر على طاقتها الإنتاجية في تايوان، مع الأخذ بالاعتبار الاضطرابات والاحتجاجات العمالية والتوترات السياسية والاقتصادية التي تخوضها تايوان مع الصين منذ بضع سنوات على خلفية احتمالية غزو الصين لتايوان للاستيلاء على التكنولوجيا الخاصة بشركة TSMC من أجل أن تنجح الصين في تصنيع شرائحها الخاصية.
في المقابل، توفر الولايات المتحدة الأمريكية لشركة TSMC بنية خصبة لبناء منشآتها الإنتاجية في البلاد، ولقد تلقت الشركة التايوانية دفعة مالية ضخمة من الاستثمارات تخطت حاجز 11 مليار دولار لتشجيعها على البدء في تطوير الرقائق بأمريكا خلال العامين الماضيين.
ومع ذلك، يتوقع محللو ابل أنه من المستبعد أن تتكيف الشركة الأمريكية بشكل كامل مع إنتاج مرافق TSMC الجديدة بالولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالطاقة الإنتاجية التي تحتاجها ابل لجميع الرقائق المُخصصة لأجهزتها المتعددة، الأمر الذي من الممكن أن يتسبب في اختناق عجلة الإنتاج وتأخير ابل عن إطلاق أجهزتها الرئيسية في المواعيد المحددة لها.
وبالنظر إلى عدد الرقائق التي تحتاجها ابل سنويًا، فقد يستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن تتمكن TSMC من تحويل الأنشطة الصناعية اللازمة لإنتاج الكم المناسب من الشرائح اللازمة لشركة ابل.
