للوهلة الأولى، قد يبدو للبعض وكأن شركة ابل دائمًا ما تكون متخلفة عن اللحاق بالركب مع أكبر المنافسين بشكل يثير للسخرية. انظر كيف تأخرت الشركة في تطوير الشاشات الخالية من الحواف أو جلب معدلات التحديث الأسرع أو التخلص من شقوق الكاميرا الأمامية التي اُبتليت بها هواتف ايفون لسنوات.
ولكن مع هاتف iPhone 16 Pro Max هذا العام، ترد ابل على جميع المتشككين وتثبت لهم أنه ليس من الضروري أن تكون أسرع من يتوصل إلى التقنيات الأحدث، بل كيف تقدمها للجمهور بشكل أفضل من الجميع.
فعادةً ما تتبنى ابل نهجًا مختلفًا للتفوق على أقرانها بطريقة ذكية. ولعل نظارة فيجن برو وشرائح ابل سيليكون الخاصة أقرب دليل على ذلك. ولكن لماذا نذهب بعيدًا، هل تتذكر كيف بدأت ابل مسيرتها مع لوحيات الايباد وسماعات الآيربودز التي كانت أبعد من أن تكون الأولى من نوعها عندما تم إطلاقها لأول مرة؟ إنها الآن أكثر الأجهزة الأيقونية شهرة واستخدامًا في عالم التكنولوجيا.
أن تكون حذرًا وتتقدم بثبات ليس أمرًا سيئًا. في الواقع، الحذر من السمات الضرورية واللازمة في قطاع التكنولوجيا. فأنت لا تريد أن تخسر قاعدة جماهرية تُقدّر بمئات الملايين من المستخدمين لأنك فشلت في تطوير ميزة معينة على النحو الأمثل. نعم، ربما تتخذ ابل بعض القرارات الحذرة بصورة أكثر من اللازم، ولكنها دائمًا ما تكون قرارات مدروسة بخبرة وعناية كبيرة.
مع كل جيل من الايفون، تقدم ابل بعض التحسينات الجديدة التي تجعل منها ترقية مستحقة ومُرحب بها لملايين العملاء. ومع هاتف iPhone 16 Pro Max، وضعت ابل كل تركيزها على الذكاء الاصطناعي والكاميرات، وكيف تقدم للمستخدمين تجربة فريدة من نوعها ولا مثيل لها.
من المسلم به أن يشعر أي أحدٍ منا بالشغف لاستخدام مركز جديد ومبتكر على الهاتف لم نراه لدى المنافسين الآخرين. بالتأكيد نتحدث عن مركز التحكم بالكاميرا. ولكن ابل لم تكتفِ بتطوير “مجرد زر جديد” يكون في متناول يدك لالتقاط الصور والفيديوهات بشكل أسرع ومبسط، وإنما هي وضعت في هذا المركز أكبر قدر من الإبداع والبراعة والمهارة التكنولوجية التي ستحتاج إلى سنوات من البحث والدراسة قبل أن نراه لدى المنافسين.
عند وضع هاتف iPhone 15 Pro Max بجانب هاتف iPhone 16 Pro Max، ستلاحظ أن هناك قدر قليل جدًا من الاختلافات من حيث المظهر والتصميم باستثناء حجم الشاشة الأكبر قليلاً. ولكن في الواقع، لقد حصل هاتف iPhone 16 Pro Max على الكثير من التحسينات التي لا تظهر بالعين المجردة لكنها محسوسة بسهولة في طريقة الاستخدام.
حتى إذا تركنا ذكاء ابل بعيدًا في الزاوية، فلا يزال لدى iPhone 16 Pro Max الكثير من الأشياء الرائعة ليقدمها على خلفائه السابقين من الأعوام الماضية. إنه الترقية الأكثر إثارة للاهتمام لأنه مُصمم خصيصًا للتركيز على التحسن والتقدم في أقسام معينة قد تكون هي الأهم والأكثر انتظارًا منذ سنوات.
- اقرأ أيضًا: iPhone 16 جميل بكل تفاصيله
شاشة iPhone 16 Pro Max
نجحت ابل، مرة أخرى، في تقليص الحواف السوداء المحيطة بجوانب الشاشة الأربعة مقارنةً بهاتف iPhone 15 Pro Max الذي كان ولا يزال رائعًا في هذه الجزئية. ولكن تقليص الحواف بشكل أكبر من iPhone 16 Pro Max مكّن ابل في تكديس لوحة عرض أكبر حجمًا من حيث القطر والطول دون زيادة ملحوظة في الحجم الفعلي للهاتف.
على الرغم من الزيادة القليلة في حجم الهاتف ليصبح قطره 6.9 بوصة بدلاً من 6.7 بوصة، إلا أنك لن تشعر بأنك تحمل في يدك هاتف أكبر حجمًا مقارنةً بإصدار العام الماضي بشكل قد يتسبب في إرهاق يدك أو أي شيء من هذا القبيل. لكي تكون الأمور واضحة بالأرقام، فإن العبء الذي ستتحمله لا يتدعى سوى 1 مم طولاً و 3 مم عرضًا. إنها قياسات لا تُذكر عندما نتحدث عن الاختلافات. ولكن عند النظر إلى الناحية الإيجابية، فإن الشاشة الأكبر حجمًا – حتى وإن كانت طفيفة – لكنها تجعل تجربة الاستخدام أكثر راحة ومتعة.
هذا يعني أيضًا أن حافظة (جراب) هاتف iPhone 15 Pro Max لم تعد مناسبة إذا كنت تخطط للترقية إلى هاتف iPhone 16 Pro Max. وبصرف النظر عن الأحجام الجديدة، فلا تنس أنك ما زلت تحتاج إلى فتحة في الجراب مُخصصة لمركز التحكم بالكاميرا من الياقوت الكريستالي.
في العام الماضي، كان من الصعب تمييز هاتف iPhone 15 Pro Max عند وضعه بين هواتف iPhone Pro Max من الأعوام السابقة. ولكن هذا العام، يعد مركز التحكم بالكاميرا عنصرًا أساسيًا لتسهيل عملية تمييز الهاتف. ومع ذلك، لا يزال الهاتف مشابهًا لطراز العام الماضي من حيث التصميم، وهو شيء تشعر ابل بالرضا والفخر تجاهه لأن جميع منافسيها الكبار يحاولون محاكاة هذا التصميم منذ سنوات.
مركز التحكم في الكاميرا ليس مجرد مركزًا عاديًا
إن التغيير الأكبر الذي طرًأ على جميع طرازات ايفون 16 بما في ذلك هاتف iPhone 16 Pro Max هو مركز التحكم بعناصر الكاميرا المتواجد على الجانب الأيمن أسفل زر الطاقة، والذي تم تطويره بواسطة مستشعرات لمسية وقابلة للضغط لتوفير قدرات التمرير والضغطات الجزئية. كنا نتوقع أن يقدم مركز التحكم في الكاميرا وظيفة تحفيز التركيز، على غرار ما تفعله عند النقر فوق زر الغالق بكاميرات DSLR، ولكن تبين أن هذه الوظيفة لن تكون متاحة إلا في وقت لاحق.
إن فكرة الوصول السريع إلى الكاميرا بدلاً من العبث من الشاشة هي فكرة رائعة وسلمية للغاية، حتى وإن لم تكن الأولى من نوعها – فلقد رأيناها على هواتف Nokia في الماضي البعيد – ولكن أليس من الرائع أن تتخلص من عادة الاضطرار إلى النقر باستمرار على زر الكاميرا في شاشة القفل للوصول إلى الكاميرا؟ ربما يجادلني البعض بأنه من الممكن تخصيص زر الإجراء “Action Button” باختصار سريع للوصول إلى الكاميرا. نعم، هذا صحيح، ولكن وضعية زر الإجراء غير مريحة في معظم الأحيان.
وبالتالي، على الرغم من إنها لم تبتكر شيئًا جديدًا بالمعنى الحرفي للأمور، إلا أن ابل تعرف جيدًا كيف تستفيد من التقنيات وتنجح في تطبيقها بشكل مختلف عن الآخرين، بشرط أن يخدم المستخدمين بطريقة إيجابية. فمن خلال مستشعرات اللمس، يمكنك التمرير فوق مركز التحكم بالكاميرا للتحكم في بعض وظائف الكاميرا مثل التعريض ومستويات التكبير/التصغير ونغمة الصورة. يمكنك الضغط نصف ضغطة فقط لتحديد الخيارات التي تظهر أمامك على الشاشة المنبثقة أو للعودة إلى واجهة تطبيق الكاميرا الرئيسية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يشعر بعض الأشخاص (خاصة النساء) بإرهاق أصابع يديهم في الوصول إلى هذا المركز لأنه بعيدًا نسبيًا عن قاعدة الهاتف، وخاصة مع هاتف iPhone 16 Pro Max لأنه أطول من أشقائه الأصغر حجمًا. سيستغرق منك الأمر بعض الوقت لكي تعتاد على موضع المركز. ولكن عندما تجد نفسك في إحدى المواقف التي تتطلب التقاط لقطة حيوية على وجه السرعة، فستكتشف أن اختيار ابل لموضع مركز التحكم بالكاميرا استراتيجي سواء كنت تحمل الهاتف بالوضع الأفقي أو الرأسي.
يجب أن نكون صادقين معكم، المسافة التي يضطر إصبع السبابة لديك قطعها للوصول إلى مركز التحكم بعناصر الكاميرا على iPhone 16 Pro Max ليست المشكلة الأكثر إزعاجًا. المشكلة الحقيقية هي طبيعة المركز لأنه قابل للمس، وقد يتفاعل أحيانًا مع اللمسات العرضية دون قصد أثناء حمل الهاتف بيد واحدة. فإذا انزلق الهاتف قليلاً من راحة يدك، فمن الممكن أن يتسبب لمسك العرضي للمركز في تغيير مستويات التعريض أو التكبير دون قصد فعلي.
ولكن وجدت ابل حلاً بديهيًا لهذا الأمر وهو القدرة على تخصيص وتعديل حساسية اللمس والتمرير وإيقاف تشغيلها تمامًا (إذا لزم الأمر) من إعدادات إمكانية الوصول. إذا لم تكن ترغب في ذلك، فيجب أن تتحلى بالصبر وتحاول استخدام الهاتف بكلتا يديك لضبط عناصر التحكم بشكل مثالي. إنها شكوانا الوحيدة من مركز التحكم بالكاميرا، لكنها لم تُفسد حالتنا المزاجية وإثارتنا بما يُمكن أن نفعله بالضبط على هذا المركز الجديد. فمن الرائع أن تقوم بتحرير الإعدادات وترى النتيجة تنعكس أمامك على الشاشة في الوقت الفعلي. ولا يوجد شيء أجمل من ضبط مستويات التكبير والتصغير والتعريض الضوئي على الدرجات التي تحتاجها قبل أن تلتقط صورتك.
إن الهدف الحقيقي من وراء مركز التحكم بعناصر الكاميرا هو أن تقوم بالتقاط المزيد والمزيد من الصور في كل مناسبة ضرورية وغير ضرورية. مركز التحكم بالكاميرا سيجعلك معتاد على استخدام الكاميرا بشكل أكثر من أي وقت مضى. إنه يقطع شوطًا طويلاً من الراحة والمرونة للمصورين الفوتوغرافيين وصناع المحتوى المتمرسين.
ثم تأتي عدسة “الذكاء البصري” أو “Visual Intelligence” التي من المُقرر أن تكون جاهزة في وقت لاحق من هذا العام. إن مركز التحكم بالكاميرا سيمنحك القدرة على استخدام محرك الذكاء البصري الجديد من ابل والذي يحاكي نفس وظيفة عدسة جوجل. بمساعدته، يمكنك تسليط الكاميرا نحو أي عنصر أمامك في الحياة الواقعية، وتحصل على جميع المعلومات ذات الصلة بهذا الهدف. قد يكون هذا مفيدًا في كثير من الأحيان عندما لا تمتلك الوقت الكافِ للبحث عن الأشياء يدويًا على الإنترنت.
مستشعر Fusion بدقة 48 ميجابكسل بسرعة البرق
بالتأكيد أنت تدرك الألم الذي نعانيه أثناء التصوير بالهواتف الذكية نتيجة تأخر التقاط الصورة لمدة ثانية تقريبًا عن الوقت الذي قمنا فيه فعليًا بالنقر فوق زر الغالق “الالتقاط”. حسنًا، هذه المشكلة انتهت تمامًا بفضل مستشعر Fusion الجديد في هاتف iPhone 16 Pro Max والذي يستطيع التقاط الصورة في نفس اللحظة التي تقوم فيها بالنقر فوق زر الغالق. من المؤكد أن يلعب المستشعر الجديد دورًا كبيرًا في كيفية التقاط صناع المحتوى للقطات الحيوية والسريعة أثناء القفز والركض أو التحليق في السماء. بمعنى آخر، لن يضطر المصور للنقر فوق زر الغالق قبل أن يطلب منك تنفيذ الحركة التي يتعين عليك تنفيذها لأن المستشعر الجديد يحاكي نفس زمن اختيارك للنقر فوق زر الغالق، وهو شيء رائع للغاية كنا في أشد الحاجة له مع هواتف ايفون السابقة.
بهذا الشكل، يمكن لصناع المحتوى التقاط قصصًا قصيرة مذهلة ورائعة والتي سيتم إنتاجها بنفس الرؤية التي يحتاجون الحصول عليها من الكاميرا. إنه التحدي الأكبر الذي تواجهه معظم كاميرات الهواتف الذكية لالتقاط أفضل الذكريات ولحظات الحياة السعيدة أو المثيرة للاهتمام.
هناك أيضًا بعض الميزات الجديدة الرائعة من وراء مستشعر Fusion الجديد وهي القدرة على التصوير بدقة 4K بمعدل 120 إطارًا في الثانية بتقنية Dolby Vision، وهو شيء لا نحصل عليه كثيرًا هذه الأيام من الهواتف الرائدة. إنه يمنحك الحصول على بعض مقاطع الفيديو الاستثنائية عالية الجودة الغنية بالألوان الحيوية، وهو شيء رائع لتصوير حيواناتك الأليفة وهي تركض في ساحة منزلك. والأفضل من ذلك هي القدرة على تشغيل تلك الفيديوهات بمعدلات أبطًا من سرعة الإطارات والتي ستظهر أدق التفاصيل اللطيفة في مقاطع الفيديو.
ولكن عندما نبدأ بالحديث عن الأنماط التصويرية الجديدة في iPhone 16 Pro Max، فهي الآن أصبحت ممتعة بشكل أكبر من أي وقت مضى. اعتمادًا على حالتك المزاجية أو ما تحتاجه بالضبط من الكاميرا، فإن هناك الكثير من مرشحات الصور التي تمت تحديثها ليس فقط لمنح المستخدمين المزيد من الخيارات، ولكن أيضًا للسماح لهم بالمزيد من التحكم.
إنها إحدى النظريات التي تحاول ابل معالجتها عامًا تلو الآخر، بالإضافة إلى خريطة العُمق التي تستطيع تحديد وجوه الأشخاص أو الكائنات في الصورة بشكل تلقائي، الأمر الذي يساعد في التقاط ألوان البشرة بالطريقة التي تفضلها في كل مرة. حتى وإن لم تعتمد على وضع الصور الشخصية المُخصص “Portrait”، فإن الصور الشخصية التي ستلتقطها بهاتف iPhone 16 Pro Max – أو أي هاتف iPhone 16 آخر – هي بمثابة الحلم الذي أصبح حقيقة للمحررين المحترفين.
جميع مرشحات الألوان الجديدة، بما في ذلك الوضع الطبيعي أو الهادئ أو المضيء أو أي نمط تصوير آخر، أدت إلى خلق المزيد من التحسينات في الألوان والظلال. ولا يزال من السهل التعديل على درجات الألوان ومستويات التباين بدقة أكبر عن طريق النقر فوق الصورة المصغرة للوصول إلى لوحة التحرير القابلة للمس، فضلاً عن شريط التمرير السفلي الذي يتيح لك التحكم في درجة حرارة ودفء الألوان.
تأكد أنه سيكون لديك بعض الأنماط المذهلة التي تحوّل الصور القبيحة والعادية إلى لقطات جميلة يُمكن مشاركتها مع غيرك من الأصدقاء والمتابعين في كل مكان. يُخيّل لي أن هناك الملايين من الأشخاص الذين يُفضّلون بعض الأنماط دونًا عن غيرها. ولكن بالنسبة لي شخصيًا، فسرعان ما وقعت في حب نمطي Luminous أو Ethereal، ولكن براعة ابل الحقيقية تظهر بقدرتها في فصل موضوع الهدف عن الخلفية في اللقطات. إنها ميزة لا تُقدر بثمن بخس لأنها المطلب الرئيسي للمحررين. إنه يجعل شريط التمرير السفلي ذات فائدة حقيقية للمرة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، فسوف تلاحظ أن هناك تحسينات طفيفة على ضبابية الخلفية التي أضفت تأثيرًا ديناميكيًا لطيفًا على المشاهد.
إن أروع ما يمكنك فعله على هاتف iPhone 16 Pro Max هو حقيقة أنه يمكنك التبديل بين أنماط الصورة بعد التقاطها. لك أن تتخيل كيف ستقدم هذه الميزة يد العون لصناع المحتوى على انستقرام الذين كانوا يضطرون للجوء إلى مرشحات المنصة وأدوات التحرير الخاصة بها لإضفاء أنماط جديدة على صورهم.
لا يتسنى لي أن أختتم حديثي عن الكاميرا قبل أن أتحدث عن جودة الصوت التي تلتقطه ميكروفونات iPhone 16 Pro Max الجديدة أثناء تسجيلات الفيديو. تستخدم ميكروفونات iPhone 16 Pro Max أو على أي طراز ايفون 16 آخر الصوت المكاني لفهم اتجاه مصدر الصوت أثناء تسجيلات الفيديو. وبعد الانتهاء من التصوير، يمكنك الاختيار بين المزيج القياسي والداخلي والسينمائي والاستوديو أثناء تحرير الفيديو، ناهيك عن شريط التمرير التقليدي الذي يساعدك في تقليل أكبر قدر ممكن من ضوضاء الخلفية.
ومن خلال تجربتي الشخصية، فأعتقد أن الانتقال إلى الوضع السينمائي أو الاستوديو يساعد في تقليل حجم الضوضاء بشكل كبير مقارنةً بالوضع القياسي.
الأداء وعمر البطارية
يعمل هاتف iPhone 16 Pro Max بواسطة شريحة A18 Pro، وكذلك iPhone 16 Pro الأصغر حجمًا. تم بناء شريحة A18 Pro بتكنولوجيا 3 نانوميتر من الجيل الثاني، والتي تمتاز بهندسة معمارية جديدة مع ترانزستورات أصغر حجمًا وأسرع من سابقتها، والتي من المفترض أن تنعكس بشكل إيجابي على كفاءة الاستهلاك وعمر البطارية.
لم نواجه أي تباطؤ أثناء العمل على هاتف iPhone 16 Pro Max، وهذا يرجع لحقيقة احتواؤه على واحد من أقوى المعالجات الموجودة في السوق والتي تكافؤ قوة بعض معالجات أجهزة سطح المكتب (وفقًا لبيان ابل الصحفي). تحتوي شريحة A18 Pro على وحدة معالجة مركزية ورسومية أسرع من سابقتها بنسب هائلة، دون المساومة على الاستهلاك المنخفض للطاقة. ومع ذلك، فإن المحرك العصبي الجديد المكون من 16 نواة هو اللاعب الرئيسي في هذه المباراة لأنه مسؤول عن كل شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
من المؤكد أن تلاقي شريحة A18 Pro استحسانًا كبيرًا من اللاعبين بشكل خاص، بما في ذلك من يفضلون التلاعب بأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة. ومن خلال معالجة تتبع الأشعة المُحسنة المستندة إلى عتاد الهاردوير والأجهزة، فسوف تحصل على أداء أفضل وجودة مرئية أعلى للظلال وانعكاسات الأضواء داخل عوالم الألعاب.
وبقدر ما يتعلق الأمر بعمر البطارية، فإن هاتف iPhone 16 Pro Max يستطيع أن يستمر لمدة يوم ونصف اليوم قبل أن يبدأ في عرض تحذيرات بشأن انخفاض سعة شحن البطارية. إنه تقريبًا نفس عمر البطارية الذي حصلنا عليه مع هاتف iPhone 15 Pro Max. ومع ذلك، لا يجب أن يمثل عمر البطارية مصدر إزعاج كبير بالنسبة لك لأنه من الواضح أن سرعة الشحن تحسنت كثيرًا مقارنةً بالأعوام السابقة. الآن، يمكنك شحن البطارية بنسبة 57% تقريبًا خلال 30 دقيقة، وهو تحسن ملحوظ مقارنةً بهاتف iPhone 15 Pro Max الذي كان يتطلب نفس الفترة الزمنية لشحن 41% فقط من بطاريته.
مواصفات iPhone 16 Pro Max الفنية
الشاشة: لوحة OLED Liquid Retina XDR قياس 6.9 بوصة بدقة 2868×1320 بكسل بمعدل تحديث 120Hz وسطوع 2000 شمعة.
المعالج: Apple A18 Pro.
الكاميرا الخلفية: مستشعر Fusion بدقة 48 ميجابكسل بفتحة عدسة f/1.78 + عدسة فائقة الاتساع 48 ميجابكسل بفتحة عدسة f/2.2 + عدسة مقربة بدقة 12 ميجابكسل بمعدل تقريب 5x بفتحة عدسة f/2.8. دعم التصوير بدقة 4K بمعدل 120FPS مع تمكين تقنية Dolby Vision.
الكاميرا الأمامية: مستشعر بدقة 12 ميجابكسل بفتحة عدسة f/1.9.
عمر البطارية: 29 ساعة من بث الفيديو.
الألوان: الأسود / الأبيض / الصحراوي الذهبي / التيتانيوم الطبيعي.
الوزن: 227 جرام.
التقييم النهائي
إن هاتف iPhone 16 Pro Max يجيب على سؤال لماذا تتأخر ابل دائمًا في تبني بعض التقنيات. نحن متفهمين تأخر ابل في اعتماد بعض الميزات وتدشينها بهواتفها، خاصة مع الوقت الذي ينتشر فيه مفهوم عدم الثقة في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. مركز التحكم بالكاميرا مفيد للغاية في بعض المواقف، ولكنه يتطلب بعض الوقت للاعتياد عليه حتى تفهمه بشكل صحيح. المميز في الأمر، أن الشركة جعلت كل شيء متاح للتفعيل أو الإيقاف من خلال إعدادات iOS 18. فإذا كنت تعتقد أنك لا تحب ميزة معينة أو لا تشعر بالراحة الكبيرة معها، فلديك دائمًا خيار تعطيلها.
ابل متفهمة أن فكرة التغيير دائمًا ما تكون مخيفة وصعبة، ولكن بدون تغيير لا يوجد تقدم. سعيت ابل لتحقيق معادلة متوازنة صعبة جدًا مع هاتف iPhone 16 Pro Max، عن طريق العديد من التحسينات البرمجية والقليل من تحسينات الأجهزة والتصميم. ولكننا نعتقد أنها ناجحة في مسعاها. فلقد أثار زر الإجراء القابل للتخصيص مخاوف الكثير من المستخدمين قبل وصوله بسبب غياب زر التبديل بين أوضاع الصوت، ولكن انظر كيف جعلت ابل هذا الزر أفضل كثيرًا من بديله، فهو لم يجلب نفس الوظيفة التي تأقلم عليها المستخدم لسنوات، ولكنه جلب المزيد من خيارات التخصيص أيضًا.
الأمر المُسلم به أن هاتف iPhone 16 Pro Max هو أقوى الهواتف الذكية حتى الآن، وسيكون الأفضل في مهام الذكاء الاصطناعي التوليدي. أصبح عمر البطارية أفضل قليلاً من سابقه، وسرعة الشحن الأعلى تزيد من مرونة استخدام الهاتف وراحة المستخدم.