جميع مكونات الهاردوير في جهازك الكمبيوتر الخاص بك مهمة جدًا، ومعقدة للغاية، وتتمتع بالكثير من الخصائص والمواصفات الفنية التي قد تتجاوز إدراك معظم الناس. وبالتأكيد الذاكرة العشوائية ليست استثناءً. بطبيعة الحال، قد تسمع الكثير من النصائح التي توصي بأن “الأكثر دائمًا هو الأفضل”.
هذه النصيحة ليست خاطئة، ولكنها ليست صحيحة كليًا أيضًا. عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الذاكرة العشوائية، فامتلاك الحد الأقصى منها لا يعني بالضرورة أنه الأفضل لاحتياجاتك. فمن الممكن أن تقوم بشراء ذاكرة عشوائية بسعة 32 جيجابايت، على الرغم من أن جميع استخداماتك لا تتطلب سوى من 16 أو 24 جيجابايت، ثم قررت بيع الجهاز بعد عام أو عامين.
بهذا الشكل، فأنت لم تستفيد من الحد الأقصى الذاكرة الموجودة في جهازك تارة، ولكنك في نفس الوقت تكبدت تكلفة مالية مرتفعة عندما اتخذت قرارك بشراء 32 جيجابايت تارة أخرى. لذلك، من الضروري أن تعرف احتياجاتك من الذاكرة العشوائية قبل أن تختار المقدار المناسب منها. وهذا الأمر حساس جدًا مع أجهزة MacBook لأنها عادةً ما تمتعت بذاكرة عشوائية محدودة في التكوينات القياسية، مثل 8 جيجابايت أو 16 جيجابايت.
اقرأ أيضًا: ملخص لكل ما أعلنت عنه ابل على مدار الأسبوع: شرائح M4 تخوض معركة الذكاء الاصطناعي بجسارة
كيف تعمل الذاكرة العشوائية المشتركة على شرائح Apple Silicon
ومع ذلك، فإن طريقة عمل الذاكرة العشوائية الموحدة على أجهزة MacBook تختلف تمامًا عن أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بنظام ويندوز، حيث تحتوي المعالجات المركزية والرسومية المنفصلة على ذاكرة مُخصصة لكل منها. هي لا تختلف كثيرًا من حيث المبدأ، ولكن منذ وصول شرائح Apple Silicon، فهي تتعامل مع الذاكرة العشوائية في بيئة مشتركة، ما أسفر عن تحسينات رهيبة في عرض النطاق الترددي وزمن الوصول للبيانات. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام macOS لا يستهلك نفس مقدار الذاكرة العشوائية الذي يستهلكه نظام ويندوز أثناء استخدام نفس التطبيقات.
بالرغم من كل ذلك، هذا لا يعني أنك لن تحتاج أبدًا إلى مقدار هائل من الذاكرة العشوائية على أجهزة MacBook. ولكن الأمر يتوقف على احتياجاتك وتطبيقاتك بالمقام الأول.
الميزة الاستثنائية التي قدمتها شرائح شركة ابل أنها لم تعد تحتاج إلى نسخ البيانات في مناطق متعددة على الذاكرة العشوائية، مما ساهم في تحسين سرعة الأداء وزيادة الكفاءة وتعزيز مهام العمل الإنتاجية وتعدد المهام وتدفقات الأعمال الإبداعية الأكثر تطلبًا للموارد، مع الحد الأدنى من زمن الوصول الذي تستغرقه البيانات للانتقال من مكان إلى آخر.
ولكن قد لا يقتنع معظم الأشخاص بكل هذه الأمور. لذلك، قررت ابل زيادة الحد الأدنى من الذاكرة العشوائية ليبدأ من 16 جيجابايت بدلاً من 8 جيجابايت مع أجهزة MacBook Pro التي تعمل بشريحة M4. ولكن كلما أردت المزيد من الذاكرة العشوائية، فستضطر للترقية إلى شرائح M4 Pro أو M4 Max، وحينها ستحصل على ما يصل إلى 128 جيجابايت من الذاكرة العشوائية.
لا يزال لديك العديد من التكوينات التي تتوسط تلك السعات من الذاكرة العشوائية، مثل 24 جيجابايت، 32 جيجابايت، 64 جيجابايت…إلخ. ولكن السؤال الأكثر أهمية هو “ما هو مقدار الذاكرة العشوائية الذي تحتاجه في جهاز MacBook Pro التالي والذي يلبي احتياجاتك؟
اقرأ أيضًا: أجهزة MacBook Pro بشرائح M4 و M4 Pro و M4 Max تبدأ عهدًا جديدًا من الحوسبة الفائقة
سعة الذاكرة الكافية لاحتياجاتك
إذًا، الأمر يتوقف أولاً على احتياجاتك والتطبيقات التي تستخدمها. ولمساعدتك في اختيار مقدار الرامات الأفضل لميزانيتك وسير عملك، قمنا بتقسيم كل سعة من الذاكرة العشوائية استنادًا إلى مجموعة من الفئات التي تستهدف فئات مختلفة من المستخدمين. قم بالاطلاع على هذه الفئات وحدد بنفسك إلى أي فئة من المستخدمين تنتمي إليها:
■ سعة 16 جيجابايت: هذه الساعة مناسبة جدًا للمستخدمين العاديين، والطلاب، وأساتذة الجامعات، ورجال الأعمال، بحيث تكون الاستخدامات القياسية مرتبطة بتصفح الويب وتطبيقات العمل الإنتاجية وبث المحتوى أو تشغيل مجموعة متعددة من التطبيقات الخفيفة في آن واحد.
■ سعة 24 جيجابايت: عندما تبدأ في التعامل مع برامج العمل الإبداعية مثل تحرير الفيديو أو التصميم الجرافيكي أو تفكر في ممارسة بعض الألعاب الحديثة في أوقات الفراغ، فإن الذاكرة بسعة 24 جيجابايت ستكون خيارًا معتدلاً، وستسمح لك حتى بالتعامل مع تعدد المهام بشكل أفضل.
■ سعة 32/36 جيجابايت: إذا كنت تخطط للتعامل مع تحرير الفيديو بدقة 4K ودمج العديد من المسارات الموسيقية، أو تعمل على في مجال البرمجة وترميز المشاريع، فيجب أن تستثمر في سعة 32/36 جيجابايت. يوصي معظم المحترفين من صناع المحتوى ومنتجي الموسيقى الذين يتعاملون مع برامج المونتاج مثل Xcode و Adobe Creative Cloud والأنظمة الافتراضية بهذه السعة دائمًا كخيار مناسب وأكثر من كافِ. هذه السعة ستجعل نظام macOS في غنى تام عن التخزين على محركات التخزين الداخلية، الأمر الذي عادةً ما يتسبب في إبطاء تنفيذ المهام.
■ سعة 64 جيجابايت: هذه السعة من الذاكرة العشوائية تستهدف المستخدمين المحترفين من صناع المحتوى ومحرري الفيديو الذين يتعاملون مع مشاريع واسعة النطاق مثل تحرير الفيديو بدقة 8K أو يقومون بمعالجة تصاميم هندسية معقدة ونماذج ثلاثية الأبعاد أو يعملون في مجال تحليل البيانات. قد تكون هذه السعة أيضًا أكثر من كافية لتشغيل العديد من البيئات الافتراضية وفي مجال تطوير البرامج والتطبيقات المتقدمة.
■ سعة 96 جيجابايت: بالنسبة للأشخاص الذين يتعاملون مع مهام إبداعية رفيعة المستوى التي تتضمن مشاريع معقدة للغاية ومليئة بالبيانات والوسائط التفكير في هذه السعة من الذاكرة العشوائية. على الرغم من ارتفاع سعرها نسبيًا، إلا إنها تضمن تحسين سير العمل الإبداعي عندما تتعامل مع تدفقات متعددة من الفيديوهات فائقة الدقة في مهام تحرير الفيديو ومعالجة المشاريع ثلاثية الأبعاد ذات الأنماط الأكثر تعقيدًا أو لأي شخص يتعامل مع مجموعة ضخمة من البيانات والبرامج المفتوحة بالتزامن لتخزين كميات هائلة من البيانات في الذاكرة العشوائية دون الحاجة للاعتماد على وحدة التخزين الداخلية.
■ سعة 128 جيجابايت: يجب على المحترفين والأشخاص المهرة من المبدعين في تحرير وإنتاج وإخراج الأفلام والموظفين في مجال الهندسة وتوليد البيانات التفكير في سعة 128 جيجابايت. هذه السعة الضخمة تستهدف الأشخاص الذين يعملون على مجموعة ضخمة من المشاريع في نفس الوقت للاحتفاظ بجميع البيانات في الذاكرة المشتركة. إنها مناسبة كذلك للأشخاص المرتبطين بصناعة السينما أو مطوري برامج المحاكاة وعلوم البيانات المتقدمة.
■ سعة 192 جيجابايت: أما بالنسبة للأعمال المؤسسية والباحثين في علوم البيانات ومحترفي صناعة الفيديو والأفلام وتطوير برامج التعلم الآلي ومعالجة الذكاء الاصطناعي الذين يستخدمون تطبيقات معقدة جدًا لمعالجة البيانات، فإن سعة 192 جيجابايت ستكون نهاية سقف الذاكرة العشوائية المتاحة لهم على أجهزة M4 Max MacBook Pro.
الخلاصة
معظم محترفي الصناعة يعلمون جيدًا ما هي السعة التي تلبي احتياجاتهم. ولكن بالنسبة لمعظم المستخدمين العاديين، فإن ذاكرة 16 جيجابايت ستلبي احتياجاتهم اليومية بشكل مثالي بفضل بنية الذاكرة المشتركة. ولكن بالنسبة للفئة الحماسية من الأشخاص الذين يقضون بعض أوقاتهم في ممارسة الألعاب أو تحرير الفيديو، فإن ذاكرة 24 جيجابايت ستكون كافية. قد يحتاج تحرير الفيديو والتصميم ثلاثي الأبعاد إلى ذاكرة 32 جيجابايت.
ومع ذلك، فمع ولادة برنامج ذكاء ابل “Apple Intelligence“، وتطوره المحتمل في المستقبل القريب، فقد تحتاج للتفكير في ذاكرة عشوائية لا تقل عن 24 جيجابايت إذا كنت تخطط لاستخدام مميزات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على الجهاز بشكل لائق.
اقرأ أيضًا: أجهزة MacBook Pro بشرائح M4 تغيّر قواعد اللعبة فيما يتعلق بعمر البطارية