تعد شرائح Apple Silicon بمثابة علامة فارقة في تاريخ شركة آبل، وهمزة الوصل التي وحّدت أجهزة آبل بداخل نظام بيئي أكثر إحكامًا، كما إنها كانت سببًا في جلب قوة سطح المكتب إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية الخاصة بالشركة.
بالرغم من ذلك، هناك العديد من الأسباب الوجيهة التي قد تدفعك لتفضيل أجهزة Mac المكتبية على أي بدائل أخرى، فهي تتيح لك التفاني والتركيز في العمل دون القلق بمسألة عمر البطارية أو فوضى الكابلات أو ارتفاع الحرارة. لذا، تعد أجهزة Mac المكتبية خيارًا جديرًا بالاهتمام في أماكن العمل المُخصصة، في الوقت الذي تصبح فيه أجهزة MacBook مجرد بدائل ثانوية. لكن وماذا عن لوحيات iPad؟ فهل هي تسير على نفس المقياس ومفيدة بنفس القدر؟
إن حواسيب iPad اللوحية تضيف مزايا استثنائية لأجهزة Mac المكتبية، كما إنها تعتبر بديلاً أكثر مرونة لأجهزة MacBook من حيث النحافة والسرعة وسهولة الاستخدام. فمن السهل أن تتنقل في جميع أنحاء منزلك حاملاً جهاز iPad، خاصةً في المواقف التي يكون من الصعب عليك فيها استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
ربما لا يتمتع iPad بنفس المرونة التي تتسم بها أجهزة Mac المكتبية من حيث القوة، لكن في الوقت ذاته، تلك الأجهزة الأخيرة تعاني من صعوبة التنقل. لذا، لكلٍ منهما مميزات وعيوب، ولكن عندما تبدأ في الاعتماد على كلاهما، ستكتشف أنهما يشكّلان ثنائيًا قويًا لبعضهما البعض. توفر أجهزة iPad اللوحية العديد من الامتيازات السخيّة للمستخدمين المحترفين وصناع المحتوى المتمرسين، والتي تتمثل في كلٍ من الآتي:
■ أولاً: يُمكن تشغيل معظم تطبيقات العمل الإنتاجي على لوحيات iPad

لسنوات، كان سعي آبل الدؤوب متمثل في إيجاد طريقة لجلب قوة أجهزة سطح المكتب إلى الأجهزة المحمولة. ولقد أثمر سعيها هذا عن العديد من الفوائد. فعلى الرغم من القيود التي يعاني منها نظام iPadOS، إلا أن هناك كم لا حصر له من تطبيقات الإنتاجية المهمة التي يُمكن تشغيلها على أجهزة آيباد المُجهزة بشرائح Apple Silicon.
من Logic Pro إلى Final Cut Pro إلى Pages و Keynote و Number وحتى تطبيقات أدوبي ومايكروسوفت، فجميعها متاحة على iPadOS، ناهيك عن التطبيقات الأصغر التي لا تزال مفيدة في الاستخدامات اليومية، كمثال على Scrivener و Affinity وغيرها من البرامج التي باتت متوفرة على كلا النظامين: macOS و iPadOS. بهذا الشكل، أصبح من الممكن إنجاز الأعمال الجادة على لوحيات iPad، والتي كانت تتطلب في الماضي ضرورة استخدام أجهزة أكثر قوة.
■ ثانيًا: الوصول السهل للبيانات بفضل سحابة iCloud

بفضل خدمة iCloud السحابية، يسهل عملية تبادل البيانات بين أجهزة Mac و iPad، إذ أن جميع خدمات وتطبيقات السحابة متوفرة على نظامي macOS و iPadOS. إنها تجربة استخدام مريحة لأبعد مما تتصور، ولا يمكن الشعور بقيمتها إلا بعد تجربتها.
فإذا شعرت بالتعب بعد جلسة عمل طويلة على جهاز Mac، فلا يزال بإمكانك استئناف العمل من النقطة التي توقفت عندها على جهاز iPad في مكان آخر يوفر لك شعورًا بالراحة والاسترخاء، وبالتالي استكمال أعمالك الضرورية أثناء التنقل أو في مكان أكثر راحة. العكس صحيح أيضًا، فيمكنك معاودة استئناف أعمالك على جهاز Mac من النقطة التي وقفت عندها على جهاز iPad.
■ ثالثًا: لقيود نظام iPadOS العديد من الفوائد

ربما لا يتمتع نظام iPadOS بنفس مرونة macOS من حيث دعم وتوافق البرامج والتطبيقات، والتي يعتبرها البعض إحدى النقاط السلبية الرئيسية في لوحيات iPad. لكن في الواقع هذه هي إحدى ميزات iPadOS الفريدة. فإذا نظرنا إلى هذه القيود بوجهة نظر مختلفة، فستكتشف أن النظام أكثر استقرارًا من macOS، إذ من المستحيل تدميره أو تعرضه للانهيار بسبب التشغيل الخاطئ أو البرامج الغير متوافقة بشكل مثالي.
■ رابعًا: سهولة الاتصال بأجهزة Mac في أي وقت

سواء كنا نتحدث عن طراز آيباد الأساسي أو Air أو Pro، فإن الميزة الرئيسية التي لا يُمكن إنكارها بتلك الأجهزة ترجع لحقيقة كونها خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام بشكل لا يُصدّق، وبالتالي يُمكن الاعتماد عليها أثناء التنقل. وعلى الرغم من إنها لا تستطيع تشغيل جميع التطبيقات، إلا إنها لا تزال مناسبة للأعمال الأكثر تطلبًا وأعباء العمل. لكن أفضل ما في الأمر هو سهولة توصيل لوحيات آيباد بأجهزة Mac عبر خاصية مشاركة الشاشة.
بهذا الشكل، يمكنك العمل مباشرةً على جهاز Mac من جهاز iPad. باستخدام تطبيق مثل RealVNC المجاني أو المدفوع، فلا يزال بإمكانك الاتصال بجهاز Mac مباشرةً من جهاز iPad الذي تحمله بين يديك، وهذا سواء كنت في الغرفة المجاورة لمكتب العمل الخاص بك داخل المنزل أو في مكان بعيد تمامًا عن منزلك.
■ خامسًا: من المستحيل نسيان قلم Apple Pencil

يُضيف قلم Apple Pencil ميزة قيمة للوحيات آيباد، والذي يدعم مصممي الجرافيك بفعّالية على أجهزة Mac أيضًا. بفضل تطبيقات مثل Easy Canvas و Astropad Studio و Duet Display، يُمكن تحويل لوحيات iPad إلى لوحيات احترافية وعالية الجودة مُخصصة للرسم الجرافيكي. بالإضافة إلى ذلك، فهي تمنح المبدعين من منشئي المحتوى في عمليات تحرير الصور والفيديوهات.
■ سادسًا: يُمكن استخدام iPad كشاشة خارجية مع أي جهاز

بفضل تطبيقات مثل Duet Display، يُمكن تحويل لوحيات iPad إلى شاشة ثانية على أجهزة Mac، كما يُمكن استخدام كلا النظامين باستخدام Sidecar. الجانب السلبي الوحيد لهذه البيئة في طريقة العمل أنها تتطلب اتصالاً عبر الشبكة أو بالبلوتوث، وبالتالي، تتأثر شاشة آيباد بشكل واضح بسبب السرعة وقد تؤثر على تجربة الاستخدام.
لكن في الوقت نفسه، لا يزال من الممكن استخدام آيباد كشاشة إضافية لأي جهاز آخر يحتوي على منفذ HDMI، بما في ذلك أجهزة الألعاب وصناديق تشغيل أقراص DVD الضوئية والهواتف الذكية والكاميرات الرقمية. الفضل في ذلك يعود لدعم نظام iPadOS لمعيار USB Video Class المتاح منذ إصدار iPadOS 17 والذي يسمح بتمرير إشارة الفيديو إلى الأجهزة اللوحية.
الخلاصة
ربما لا تستطيع أجهزة iPad أن تحل محل أجهزة Mac المكتبية، لكنها تضيف سهولة الحركة والإبداع والمرونة أثناء التنقل، وتوفر مزايا عديدة تتجاوز كونها مجرد أجهزة كمبيوتر ثانوية. إن بيئة العمل التي تمزج أجهزة Mac و iPad تمنح المستخدمين قدرات إنتاجية هائلة أثناء العمل المهني أو الترفيه.




