افترض الناس أن الترقية الوحيدة المميزة التي كانت من نصيب أجهزة MacBook Pro لعام 2024 هي شرائح M4 المُعززة بقوة الأداء وكفاءة الطاقة الأعلى، طبعًا بجانب زيادة الحد الأدنى من الذاكرة العشوائية لتصبح ضعف السعة القياسية. في الواقع، لم تعقد شركة ابل حتى حدثًا مُخصصًا للإعلان عن أجهزة M4 MacBook Pro في حضور الصحافة والإعلام.
بالرغم من ذلك، فلقد حصلت أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة “M4 MacBook Pro” لهذا العام على واحدة من أفضل الترقيات على الإطلاق، ألا وهي النقاط الفسفورية الكمومية بلوحات العرض.
إن الترقية التي حصلت عليها شاشات M4 MacBook Pro ترقية هائلة وواعدة وضرورية، بالرغم من ذلك، لم تتفاخر ابل بها أثناء الإعلان عن أجهزة الكمبيوتر المحمولة. هذه الأجهزة لا تزال تعتمد على لوحات mini-LED من أجل الإضاءة الخلفية، والتي تم استخدامها مع الإصدارات السابقة أيضًا، ولكن التغيير الذي جدّ على الإصدارات الأحدث هي طبقة النقاط الكمومية التي تعزل لوحة الإضاءة الخلفية عن مرشحات الألوان، والتي تُعرف تقنيًا باسم “Quantum Dot”.
بلا أي ريب، تمتاز حواسيب MacBook Pro بلوحات عرض مذهلة وألوان نابضة بالحياة، ولكنها بكل بساطة أصبحت أفضل من أي وقت مضى. قد يعتقد البعض أن إضاءة النقاط الكمومية ” QD” مجرد تغيير بسيط لا يستدعي أن نعيره أي اهتمام، ولكنها في الواقع ترقية مذهلة تجلب تحسينات لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بإنتاج الألوان ودقتها وسلاسة الحركة.
تستخدم شركات تصنيع أجهزة التلفزيون الذكية مثل سامسونج و LG و TLC وغيرهم من العلامات التجارية الرائدة تقنية النقاط الفسفورية الكمومية لتحويل الضوء قبل تمريره من لوحة الإضاءة الخلفية إلى مرشحات الألوان. فعندما تبدأ الأطوال الموجية الزرقاء في الاتحاد مع الأطوال الموجية للون الأخضر والأحمر من النقاط الكمومية، تستطيع إنتاج الضوء الأبيض، وبالتالي تكون الشاشة قادرة على إنتاج مجموعة أكبر من الألوان وألوان أكثر دقة مقارنةً بشاشات LCD التقليدية. ينتج عن هذا أيضًا زيادة ملحوظة بمعدلات السطوع.
كيف تختلف شاشات حواسيب M4 MacBook Pro عن سابقتها؟
في الماضي، استخدمت شركة ابل مادة تُعرف باسم مسحوق الفسفور “KFS Phosphor Powder” لتوفير نطاق واسع من الألوان على شاشات MacBook Pro. ولكن عند مقارنة هذه المادة مع النقاط الكمومية المجهرية، فإن تلك الأخيرة تستطيع توفير تناسقًا أكبر في دقة الألوان وإعادة إنتاجها، والتي يتم ترجمتها في النهاية إلى صورة أكثر واقعية بألوان نابضة بالحياة وتجربة مرئية جذابة لعين الإنسان.
الغريب في الأمر أن شركة ابل لم تتباهى باستخدام هذه التقنية مع الإصدارات الجديدة من أجهزة M4 MacBook Pro، ولكن الأغرب من ذلك أنها لم ترفع سعر الأجهزة رغم استيعابها لتقنية بصرية أحدث وأغلى ثمنًا في تكلفة الإنتاج. وبصرف النظر عن اختيارك للطراز، سواء قمت بشراء الإصدار الذي يحتوي على شاشة من نسيج النانو أو الخيار الأرخص ثمنًا، فسوف تستفيد في كلا الحالتين من جودة الألوان الأكثر دقة للنقاط الكمومية.
وإذا كنت تتساءل عن الفرق الذي تصنعه النقاط الكمومية مع الحواسيب الجديدة، فلقد شارك خبير الشاشات “Ross Young” على منصة X رسم بياني يوضح لنا مجموعة الألوان الأوسع التي توفرها شاشات M4 MacBook Pro مقارنة بالإصدارات السابقة.
يجب أن تساهم النقاط الكمومية الفسفورية في تحسين التجربة المرئية أثناء مشاهدة الفيديو والأفلام ومحتوى HDR على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة. ويقول Young إن إضافة النقاط الكمومية في لوحة العرض لا ينتج عنه دقة مُحسنة بالألوان فحسب، وإنما يساعد أيضًا في تحسين أداء الحركة.
وبعد أن قام باختبارها، لاحظ أن الطرازات الجديدة تمتاز بأوقات استجابة أسرع، ونسبة أقل من ضبابية الحركة مقارنةً بالإصدارات السابقة. وبالتالي، يجب أن تحصل على صور أكثر نعومة وسلاسة، الأمر الذي قد يلعب دورًا كبيرًا في تحسين تجربة العرض مع ألعاب الفيديو ومقاطع الفيديو التي تحتوي على محتوى سريع الحركة.
من المؤكد أن شركة ابل قررت تأجيل تبني تقنية النقاط الكمومية مع الأجيال الماضية بسبب مشكلات أفلام الكادميوم الثقيلة والسامة والتي تعتبر خطرًا على البيئة وصحة الإنسان. ومع ذلك، فلقد تحسنت تقنية أفلام النقاط الكمومية منذ أن بدأت شركات تصنيع التلفزيونات في استخدامها منذ عام 2015. ومن الواضح أن ابل لم ترغب في تفويت الفرصة لمنح المستخدمين التجربة البصرية المثالية التي تستحقها أجهزة M4 MacBook Pro في عام 2024.