كان ولا يزال متصفح سفاري “Safari” الخيار الأول لمستخدمي Mac، إذ يرتبط متصفح ابل الخاص المُثبت بشكل مُسبق ارتباطًا وثيقًا بنظام macOS. ولكن هل هو حقًا أسرع أو أفضل أو أكثر كفاءة في استهلاك الموارد من البدائل الأخرى؟
لا يُستخدم متصفح الويب في عرض صفحات المواقع الإلكترونية مثل Unboxing Geeks أو YouTube فحسب، وإنما هو المكان الأول الذي يتم الاعتماد عليه بداخل الشركات لأمور تتعلق بإدارة المحتوى على منصة WordPress والوصول إلى منصات تحرير الصور والفيديو القائمة على الويب مثل Fotor و Canva و Adobe Creative Cloud. هنا، حيث يصبح المتصفح الأسرع الخيار الأمثل لتوفير الوقت والجهد.
ولكن هل حقًا متصفح Safari أسرع من جوجل كروم وموزيلا فايرفوكس ومايكروسوفت إيدج، خاصةً بعد أن ازدادت حصة هذا المتصفح الأخير في السوق؟
متى تضطر لاستبدال متصفح Safari بآخر؟
في الحقيقة، لا يوجد سبب منطقي يستدعي استبدال متصفح Safari بأي خيار آخر – فهو مُثبت بشكل مُسبق على نظام macOS، ويعمل بكفاءة ممتازة، ويتكامل بشكل وثيق مع النظام البيئي الخاص بشركة ابل. ولكن لكل قاعدة بعض الاستثناءات. السبب الوحيد الذي يجعل بعض المستخدمين يفكرون في استبدال متصفحات الويب المُثبتة على أجهزتهم تتعلق بمسائل ومشكلات التوافق.
فعلى الرغم من شهرة متصفح Safari على الأجهزة المحمولة، إلا إنه لا يحظى بنفس الشعبية الضخمة على أجهزة سطح المكتب، بما في ذلك أجهزة كمبيوتر Mac. وحتى لا ندخل في دوامة أرقام الإحصائيات، فإن المختصر المفيد هو أن متصفح جوجل كروم هو المتصفح الأكثر شيوعًا واستخدامًا على أجهزة سطح المكتب في الوقت الحالي، مع حصة سوقية تتجاوز 65% من إجمالي عدد المستخدمين.
ومع ذلك، قد لا يكون هذا سببًا كافيًا لإقناع المستخدمين بالتبديل إلى جوجل كروم، إذ عادةً ما يحتاج المستخدم إلى أدلة عملية تثبت أفضلية أي منتج على حساب أي منتج آخر قبل استخدامه. لذلك، تطوع أحد المواقع التقنية لإجراء عملية اختبار ثلاثية بين المتصفحات الأربعة لاكتشاف المتصفح الأفضل من مختلف الجوانب.
لماذا يعد Safari أفضل متصفحات الويب على نظام macOS ؟
لاختبار كفاءة أي متصفح ويب، يجب تمييزه في ثلاث مجالات مختلفة: كيفية التعامل مع المواقع الإلكترونية، سرعته في معالجة بيانات JavaScript، وأداؤه في تحميل الرسومات المتحركة. بالتأكيد هناك العديد من الاختبارات الأخرى، ولكن هذه الاختبارات الثلاث هي المعايير التي تحدد أفضلية ونتائج المتصفح بشكل عام.
على سبيل المثال، في اختبار Speedometer يتم تحديد سرعة استجابة المتصفح أثناء تنفيذ الإجراءات والتفاعل مع النماذج. كلما كان المتصفح أسرع في الاستجابة، كلما تمكن من تحيل بيانات صفحات الويب بشكل أسرع. في هذا الاختبار، يتفوق متصفح Safari على جميع متصفحات الويب الأخرى بشكل مدهش.
قد يخيّل للبعض أن التفوق في هذا الاختبار يرجع بالمقام الأول إلى التحسينات البرمجية وطريقة تصميم ابل الخاصة لمنح متصفح Safari الأفضلية على جميع البدائل الأخرى أثناء العمل على نظام macOS، وبينما يعد هذا الأمر صحيح جزئيًا من ناحية المنطق، إلا إنه لا يزال من السهل رؤية تفوق متصفح جوجل كروم على فايرفوكس ومايكروسوفت إيدج.
يعد اختبار Jetstream 2 مهم جدًا بالنسبة لجميع التطبيقات القائمة على الويب لأنها تقوم بعمل حسابات معقدة للغاية في الخلفية باستخدام مكتبات JavaScript و VanillaJS و jQuery، وفي حال استطاع متصفح الويب تقديم نتائج جيدة مع اختبار Jetstream 2، فهذه علامة جيدة على قدرته في التعامل مع تطبيقات الويب بكفاءة عالية. في هذا الاختبار، توجد اختلافات قليلة جدًا بين كل من Safari وجوجل كروم ومايكروسوفت إيدج، ولكن للأسف لا يستطيع موزيلا فايرفوكس مواكبة نفس النتائج.
في الاختبار الثالث، يتم تحديد كفاءة المتصفح في قدرته على التعامل مع الرسومات المتحركة. لا ينبغي الاستهانة بهذا الاختبار أبدًا لأنه يتجاوز متطلبات المستخدمين من ألعاب الويب، بل يحاول اختبار كفاءة المتصفح في التعامل مع الحسابات الرسومية المعقدة التي تستخدم تقنيات مثل CSS و SVG. يمكن تنفيذ هذا الاختبار في وضع ملء الشاشة باستخدام أداة Motionmark. وللمرة الثالثة، يتفوق متصفح Safari بوضوح على المشاركين الآخرين، بينما يكتفِ متصفح فايرفوكس بالمركز الأخير.