إن شريحة M4 Pro تستهدف الفئة المتوسطة من المستخدمين الذين يريدون الموازنة بين التكلفة المادية وقوة الأداء. وما فعلته ابل مع شريحة M4 Pro هذا العام سيكون سببًا في بيعها مثل الحلوى اللذيذة في يوم عيد الميلاد.
منذ أن قدمت ابل رقائق Apple Silicon المصنوعة داخليًا في عام 2021، شهدت شرائح M-Series الكثير من التغييرات النمطية فيما يتعلق بالتوازن فيما بينهما على مر السنين، مما جعل من الصعب على بعض المشتريين تحديد جهاز MacBook المناسب لاحتياجاتهم من حيث القيمة مقابل السعر.
لقد حصلت شريحة M2 Pro على ترقيات ممتازة من جميع الجوانب مقارنة بشريحة M1 Pro، سواء من حيث عدد الترانزستورات أو سرعات التردد. وبينما توقع الغالبية العظمى أن تحذو شريحة M3 Pro حذوها وتقدم توازنًا بين الأداء والسعر، إلا إنها تركتنا في النهاية متسائلين ما الذي كانت تخطط له ابل مع شريحة الفئة المتوسطة العام الماضي.
الغريب أن كلً من شريحة M3 و M3 Max حصلتا على زيادة ملحوظة في عدد الترانزستورات، ولكن لسبب ما قررت ابل تقليص عدد الترانزستورات في شريحة M3 Pro، كما إنها قللت من عدد نوى وحدة المعالجة الرسومية. ومع ذلك، فإن مكاسب الأداء التي قدمتها النوى الجديدة عوّضت عن خسارة عدد النوى.
لقد حصلت شريحة M3 على 5 مليار ترانزستور إضافية، وحصلت شريحة M3 Max على 25 مليار ترانزستور إضافية. ومع ذلك، فلقد تم تقليل عدد الترانزستورات في شريحة M3 Pro بمقدار 3 مليار ترانزستور. بالطبع لم يؤثر هذا الأمر في الأداء، بل في الواقع، قدمت شريحة M3 Pro مكاسب ممتازة على صعيد مستوى الأداء وكفاءة الطاقة مقارنة بشريحة M2 Pro، وهذا بفضل المعمارية الهندسية الجديدة ودقة تصنيع 3 نانوميتر المُحسنة.
كان من الواضح أن شركة ابل تعطي الألوية للكفاءة على حساب الأداء. ومع ذلك، شعرت الغالبية العظمى من المستخدمين بصعوبة اتخاذ القرار ما إذا كان من الأفضل الاكتفاء بشريحة M1 أم التضحية من أجل الوصول إلى شريحة M3 Max التي قدمت ترقية حقيقية على شريحة M2 Max ومنحتها القيمة الأفضل.
شريحة M4 Pro هي جوهر التوازن المكتمل بين السعر والقوة
من حسن الحظ، لم يحدث هذا الأمر مع شريحة M4 Pro هذا العام، والتي من المتوقع أن تجذب اهتمام معظم الأشخاص لأنها حفظت لنفسها مكانًا أفضل بين جميع شرائح Apple Silicon التي صنعتها الشركة حتى الآن. في حقيقية الأمر، إن شريحة M4 Pro تسير هذه المرة في الاتجاه المعاكس، وحصلت على 14 نواة لوحدة المعالجة المركزية، أي زيادة بمقادر نواتان على شريحة M3 Pro، أضف على ذلك تعزيز وحدة المعالجة الرسومية بــ 20 نواة بدلاً من 14 أو 18 نواة.
وعلى الرغم من إننا في انتظار مراجعات هذه الشرائح على أرض الواقع، إلا أن الاختبارات الأولية لشريحة M4 Pro على منصة GeekBench v6 أكدت أن جهاز M4 Pro Mac mini هو أسرع كمبيوتر مكتبي من ابل حتى الآن. لقد تفوق حتى على شريحة M2 Ultra الموجودة بأجهزة Mac Studio و Mac Pro والتي تُباع بضعف السعر تقريبًا.
وعندما نتحدث بالأرقام، فإن الشريحة الجديدة سجّلت 3700 نقطة في اختبار النواة الفردية وسجّلت 22000 نقطة في اختبار تعدد النوى، مقارنةً بعدد نقاط 3100 نقطة في اختبار النواة الفردية و 15000 نقطة في اختبار تعدد النوى على شريحة M3 Pro. هذا الفرق يمثل زيادة في معايير الأداء بنسبة 40% تقريبًا.
بالتالي، فإن أجهزة M4 Pro MacBook Pro المُعلن عنها حديثًا ستحذو نفس حذو جهاز M4 Pro Mac mini. ولكن الميزة الوحيدة على جهاز Mac mini أنه يستطيع دعم ما يصل إلى 64 جيجابايت من الذاكرة العشوائية الموحدة، بينما يقتصر دعم شريحة M4 Pro على أجهزة MacBook Pro إلى 48 جيجابايت فقط. فإذا كنت تحتاج إلى المزيد من الذاكرة العشوائية، فسيتعين عليك الاستثمار في شريحة M4 Max.
ومع ذلك، فإن الخيار القياسي من جهاز M4 Pro MacBook Pro يأتي مع ذاكرة عشوائية بسعة 24 جيجابايت. هذه السعة تكاد تكون أكثر من كافية لمعظم المستخدمين، ناهيك عن الطبيعة الديناميكية المذهلة التي يعمل بها الذاكرة العشوائية على نظام macOS والتي تجعله يستهلك الحد الأدنى من الذاكرة الموحدة في أغلب المهام، بما في ذلك تطبيقات العمل الاحترافية كالتصميم الهندسي وتحرير الفيديو وإنتاج الموسيقى.
ومع ذلك، إذا افترضنا أنك ما زلت في صراع مع نفسك للحصول على الذاكرة العشوائية الأكبر، فيمكنك شراء M4 Pro MacBook Pro الذي يأتي مع ذاكرة عشوائية بسعة 48 جيجابايت. إنها ضعف ما تحصل عليه مع الطراز القياسي مقابل 400$ دولار أمريكي فقط.
لهذا السبب، وبالنظر إلى مراجعات الأداء الأولية على برنامج GeekBench v6، فإننا نعتقد أن شريحة M4 Pro تقدم هذا العام توازنًا إيجابيًا بين السعر وقوة الأداء. نتوقع أن تكون شريحة M4 Pro هي الأفضل قيمة مقابل السعر بالنسبة لك، طالما كنت تعتقد أن سعة الذاكرة العشوائية التي تدعمها مناسبة لاستخداماتك الأكثر تطلبًا للموارد.
