على الرغم من إننا مازلنا على بُعد أكثر من عام على وصوله، إلا أن الشائعات المحيطة بهاتف آيفون القابل للطي تتزايد يومًا تلو الآخر، وأحدث هذه الشائعات تؤكد بانتقال الهاتف إلى مرحلة حاسمة من التطوير، حيث أصبحت عملية إنتاجه أكثر واقعية من أي وقت مضى.
تأتي هذه الشائعات من الصين، وتحديدًا عبر حساب المسرب الشهير، Digital Chat Station، الذي شارك آراءه على منصة Weibo للتواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالسعر المقترح الذي قد تطلبه آبل لهاتف آيفون القابل للطي المرتقب، وغني عن القول، لا يبدو أن السعر الذي قد تطلبه آبل بعيد كل البعد عن الأسعار التي رأيناها في السنوات الأخيرة للهواتف الذكية التي تندرج تحت نفس الفئة.
سيأتي هاتف آيفون القابل للطي بسعر منافس
وفقًا للمنشور، قد يأتي هاتف آيفون القابل للطي بسعر يتراوح من 2100$ إلى 2300$ دولار أمريكي في الولايات المتحدة. سيظل السعر النهائي للمنتج متوقف على عدة عوامل مختلفة، مثل هوامش الربح المقترحة من إدارة الشركة وتكلفة تطوير التقنيات المستخدمة وعمليات الشحن.
على الرغم من أن السعر المقترح لا يزال مرتفعًا مقارنةً بالهواتف الذكية التقليدية، إلا إنه لا يزال قريب للغاية من السعر الذي تطلبه سامسونج مع هاتف Galaxy Z Fold 6 الذي يُباع حاليًا في الولايات المتحدة بقيمة 1900$ دولار أمريكي.
هذه أخبار مُطمئنة إلى حد كبير، حيث افترضت شائعات سابقة أن يتم بيع الهاتف بسعر قد يصل أو حتى يتجاوز 2500$ دولار أمريكي، ما يجعله بعيد تمامًا عن نطاق المنافسة السعرية مع هواتف سامسونج وجوجل.
إذا كان تقرير Digital Chat Station دقيقًا، فهذا يعني أن شركة آبل قررت تقليص هوامش الربح النهائية لضمان قدرة الهاتف على المنافسة في السوق وجذب جمهور أكبر من المستخدمين.
تجدر الإشارة إلى أن الأسعار المقترحة في التسريب لم تتضمن قيمة الرسوم الجمركية الجديدة التي من الممكن أن يتم تطبيقها على منتجات شركة آبل في المستقبل. لقد عرفنا منذ بضع أيام أن الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، تواصل مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض لإقناعهم بأن الرسوم الجمركية قد تتسبب في زيادة تكلفة الآيفون وخروجه من المنافسة في الوقت الذي قد تكتسب فيه هواتف سامسونج ميزة تنافسية كبيرة داخل الولايات المتحدة.
يبدو أن كوك تمكن من إقناع البيض الأبيض باستثناء منتجات آبل من التعريفة الجمركية المرتفعة على المنتجات المستوردة من الصين، لكننا غير واثقين إلى متى قد يظل وضع الشركة على هذا الحال قبل أن يغيّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رأيه ويبدأ في فرض الرسوم على جميع شركات التكنولوجيا الأمريكية.
على كل حال، إذا لم يتم فرض أي رسوم جمركية على هاتف آيفون القابل للطي، فقد تستطيع آبل بيعه في الولايات المتحدة بسعر تنافسي. لكن بسبب الوضع المتقلب في سوق الاقتصاد، لا يمكننا النظر بيقين إلى مستقبل هواتف آيفون التي يتم تصنيعها داخل الصين قبل شحنها وتجميعها داخل الولايات المتحدة.
ما لم يحدث أي تأخير إضافي في إطلاق هاتف آيفون القابل للطي، يتوقع المحللون أن ينجح هذا الهاتف في إنعاش الحالة الاقتصادية لشركة آبل، لكن لا تزال الشركة الأمريكية متخوفة من كيفية استقبال الجمهور لهذا الهاتف تحديدًا، إذ يجب الوضع بعين الاعتبار أنه لا يزال هناك فصيل كبير من عامة الناس الذين لا يميلون إلى فكرة الانتقال إلى الهواتف القابل للطي بعد، ليس بسبب تأخره في بعض الجوانب عن الهواتف التقليدية فحسب، ولكن بسبب تكلفته المرتفعة أيضًا.
لكن إذا وصل هاتف آيفون القابل للطي بسعر معقول مقارنةً بالمنافسين، فيمكننا القول أن آبل استطاعت، على الأقل، أن تتعامل بحكمة مع الجزئية الثانية من المشكلة، وهي منح الجمهور الهاتف الذي يتطلعون له بسعر منافس، وبالتقنيات التي يطمحون لها.
بالنظر إلى التقلبات السياسية في سوق الاقتصاد الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة، لا يمكننا المراهنة على نجاح هاتف آيفون قابل للطي في هذه المرحلة. فحتى وإن وصل الهاتف بمجموعة ثورية من الميزات والتقنيات المبتكرة، إلا أن السعر هو العامل الوحيد الذي سيحدد ما إذا كان هذا هو الهاتف الذي سيحقق نقطة التحول المحورية التي ينتظرها السوق منذ سنوات.