منذ إطلاقها في عام 2020، جسّدت سماعة AirPods Max سعي Apple المستمر نحو رفاهية التصميم والراحة البدنية وجودة الصوت على أعلى مستوى. وقد رسخّت مكانة Apple في سوق السماعات الفاخرة فوق الأذن بتصميمها الفريد وهيكلها الجمالي وأداءها العالي.
في هدوء تام، اضطرت Apple إلى تحديث السماعة في عام 2023 للتحوّل إلى منفذ USB-C من أجل تلبية لوائح الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تقدم أي تغييرات جوهرية من الناحية التقنية أو الوظيفية، مما أدى إلى ارتفاع أصوات الجماهير وتزايد هتافهم بالتطلع نحو الإصدار التالي من السماعة. وعلى ما يبدو أن الشركة تعد مفاجئة مدوّية خلف الكواليس لإرضاء العملاء وتهدئة الهتافات، لكن سيتعين على هؤلاء الانتظار لعام آخر قبل أن يتمكنوا من وضع أيديهم عليها.
لكن بفضل التسريبات المثيرة للاهتمام وتقارير مراقبو الصناعة المخضرمين، يمكننا استنشاق عليل نسمات اقتراب سماعة AirPods Max التالية من التطورات التكنولوجية التي يطمح لها المستخدمون والتي من المتوقع أن تُميّزها بوضوح عن الإصدار الحالي.
التحوّل من Lightning إلى USB-C
لا يمكننا القول أن سماعة AirPods Max لم تستفيد من التحوّل إلى منفذ USB-C، حتى وإن لم تحصل على أي تجديد في العتاد الداخلي. ومع ذلك، فلقد تحسنت سرعة الشحن بشكل طفيف، مع عمر بطارية أفضل قليلاً، وتوافق أوسع مع كابلات أجهزة iPhone، Mac، و iPad، بالإضافة إلى بعض الخيارات الجديدة من الألوان.
ما الذي نتمنى رؤية في الإصدار التالي من سماعة AirPods Max؟
يعد الإصدار الحالي من سماعة AirPods Max مثالًا يُحتذى به في عالم التجربة الصوتية الغامرة، لكن دائمًا هناك الجديد مما قد يطلبه الجمهور. في حين أنها تمتاز بتصميم معدني مريح، إلا أن هذا التصميم الفاخر يضيف ثِقلًا طفيفًا من الوزن الإضافي. وهناك العديد من الأصوات التي تتطلع إلى تصميم أخف وزنًا وأكثر راحة من أجل جلسات الاستخدام المطوّلة.
عمر البطارية أكثر من رائع، لكن دائمًا هناك مجال للتحسن، وهذا أمر حاسم بشكل خاص من أجل منافسة الطرز الجديدة من سماعات شركة Sony القابلة للارتداء فوق الأذن.
ستحصل السماعة على نصيبها الخاص من التحسينات البرمجية، والتي قد تشتمل على وضع الشفافية التكيفية، التحكم الدقيق في معادل الصوت، الإيقاف المؤقت التلقائي، وتكامل مُحسن لخاصية “Find My”.
نأمل أن يصبح الإصدار التالي من السماعة قادر على توفير تجربة صوت غامرة بدون فقدان مع نسب منخفضة بشكل أكبر لزمن الوصول دون الحاجة لاستخدام كابل الــ USB-C.
سماعة AirPods Max باهظة الثمن، لكن اعتاد جمهور Apple على الأسعار المرتفعة نظير الجودة الأعلى. لكن إذا كان على الشركة منافسة الطرز الاحترافية لدى Sony و Bose، فسيتعين عليها خفض قيمة الإصدار التالي، حتى وإن كان على نحوٍ طفيف.
تقنية بلوتوث أحدث
يتوقع خبراء الصناعة أنه من المفترض أن تصبح تقنية LE Audio Bluetooth معيارًا صناعيًا قياسيًا بحلول عام 2027، والذي يعد بتوفير تجربة صوتية مُحسنة وغير مسبوقة من حيث جودة الصوت وكفاءة الطاقة. من الممكن أن تستفيد سماعة AirPods Max التالية من هذا المعيار بشكل كبير جدًا، خاصةً فيما يتعلق بالمشاركة الصوتية الخارجية من طرفي السماعة على أعلى مستوى، الميزة التي يراها البعض ضرورية في حالات مشاركة الأفلام والموسيقى الجماعية.
سيتحسن أيضًا نطاق الاتصال ونظام الاقتران بين عدة أجهزة، إذ سيتمكن المستخدمون من التبديل بين أجهزتهم بسلاسة أكبر. ومع استخدام السماعة للجيل التالي من شريحة النطاق العريض للغاية “UWB”، فقد يتحسن تكامل وظائف التتبع عبر خاصية “Find My”.
المستشعرات والذكاء الاصطناعي
بحلول عام 2027، من المرجح أن تتجاوز تحسينات سماعة AirPods Max مجرد جودة الصوت. وفقًا للشائعات، هناك احتمالات أن يتم دمج كاميرات في سماعات الأذن لتتبع الصحة والحالة الجسدية للأذن. ومع ذلك، تبدو للوهلة الأولى وكأنها ضرب من الخيال. على الرغم من إننا لا نستبعد أي شيء على Apple، لكن إذا أرادت الشركة أن تفكر بطريقة عملية بشكل أكبر، فقد تزوّد السماعة بمستشعرات لمراقبة درجة الحرارة والرطوبة من أجل توفير تجربة ارتداء تكيفية قادرة على تحليل حالة الأذن الصحية ووضعية الارتداء، وتقديم نصائح وإرشادات حول الموضع الصحيح للسماعة وكيف يُمكن تحسين التجربة الصوتية دون الشعور بالإرهاق.
من المحتمل أيضًا أن يشهد نظام اكتشاف البيئة بعض التطورات الإضافية التي تتجاوز الانتقال الصارم بين وضعي إلغاء الضوضاء والشفافية التكيفية، وإنما قد تتعرف بشكل ديناميكي على جميع الأصوات المحيطة في مختلف السيناريوهات اليومية وتتكيف تلقائيًا بناءً عليها.
بالفعل، يوفر الإصدار الحالي من السماعة ميزة الشفافية التكيفية، التي تستطيع تحديد متى تكون بداخل مترو الأنفاق وعندما تجلس على الأريكة لمشاهدة فيلم الأمسية في هدوء تام. ومع ذلك، هناك دائمًا مجال للمزيد من التحسينات للتفوق بشكل ملحوظ على المنافسين.
من المرجح أن تستمر الشركة في تحسين تكامل السماعة مع خصائص الذكاء الاصطناعي لتحديد ملفات تعريف الصوت المثالية بشكل تلقائي بناءً على بيانات البيئة المحيطة والتقويم والموقع، وتصفية الضوضاء بشكل مباشر، والتفاعل بدقة وحساسية أكبر مع المدخلات الصوتية.
ستكون الترجمة الفورية جزءًا رئيسيًا من السماعة، بالإضافة إلى تعديلات ديناميكية للصوت حسب المواقف، مع القدرة على طلب المساعدة تلقائيًا في حالات الطوارئ. ستحدث جميع هذه الميزات في الخلفية لكنها ستترك وراءها أثرًا واضح للتجربة المُحسنة باستخدام Siri وميزات الذكاء الاصطناعي التي تعمل محليًا على السماعة بفضل شرائح Apple المدمجة.
التصميم
من المستحيل أن يتغير مفهوم Apple المتمثل في التصميم الفاخر وعالِ الجودة. ووفقًا للتقارير، فإن الشركة تدرس دمج البلاستيك عالِ الجودة والكربون والمعادن الدقيقة لتوفير تصميمًا أخف وزنًا وأكثر راحة بشكل ملحوظ، دون المساومة بالقيمة أو التضحية بمتانة الهيكل.
من المؤكد أن الشركة تختبر العديد من النماذج والمفاهيم المتنوعة، ونعتقد أنه بمرور الوقت ستعثر على التصميم النهائي الأكثر قابلية للتكيف. أما في سياق عمر البطارية، فمن المؤكد “تقريبًا” أن تُمدّد آبل من زمن التشغيل على السماعة. قد يحدث ذلك إما بفضل الشريحة الجديدة أو سعة البطارية الأكبر، أو حتى عن طريق الإدارة البرمجية الأكثر ذكاءً.
سماعة AirPods Max لا تستهدف عشاق الموسيقى فحسب، وإنما يلفت تصميمها انتباه كل من يعتقد أن سماعة الأذن التي يرتديها بين أصدقائه تُمثل شخصيته وأسلوبه الخاص. لذا، من المحتمل أن تضيف آبل المزيد من خيارات الألوان الأكثر جرأة بدلاً من الاكتفاء بالألوان الهادئة.
هل AirPods Max هي أفضل سماعة فوق الأذن؟
رغم المنافسة المحتدمة من Sony و Bose، تواصل سماعة AirPods Max تحقيق نجاحها في السوق بفضل نظامها البيئي المذهل للشرائح المدمجة، والاقتران والتكامل الوثيق مع كل ما هو مطبوع عليه شعار التفاحة. هذا هو العامل الحاسم الذي يرفع من قيمة السماعة الفاخرة في السوق، ويجعلها هدفًا واضحًا لجموع المستخدمين.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي سماعة AirPods Pro 2 من تلف السمع قبل حدوثه؟
