إحدى أكثر مكونات الايفون حساسية وعُرضة للتلف هي الشاشة، وما يزيد من خطورة الأمر أنها باهظة الثمن ومن أغلى المكونات، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار لوحات OLED الموجودة بإصدارات ايفون الحديثة. فمن الممكن أن يُكلّفك إصلاح واستبدال شاشة هاتفك الايفون أكثر من 400$ دولار أمريكي، وهو مبلغ مالي كبير، يعادل أكثر من ثُلث القيمة الإجمالية للهاتف.
لهذا السبب، ومنذ عام 2020، قررت ابل استخدام طبقة حماية زجاجية تُعرف باسم درع السيراميك “Ceramic Shield”، وأصبحت ابل هي الشركة المُصنعة الوحيدة لهذه الحماية الزجاجية، والتي تم تطويرها بالتعاون مع شركة Corning. منذ ذلك الحين، وتحديدًا طرازات iPhone 12، أصبحت جميع هواتف ايفون الرئيسية تستخدم طبقة درع السيراميك لحماية الشاشة.
وفقًا لشركة ابل، فإن طبقة درع السيراميك توفر مقاومة أفضل للسقوط بمقدار أربعة أضعاف مقارنةً بطبقات الحماية التقليدية على الهواتف الذكية أو هواتف ايفون الأقدم، وهذا بفضل احتواؤها على عدد كبير من بلورات النانو سيراميك الأكثر متانة واستقرارًا. ويُقال أن شركة ابل تحاول تحسين طبقة الحماية مع كل جيل جديد من إصدارات ايفون. ولكن ماذا يعني كل هذا؟
- اقرأ أيضًا: هاتف iPhone 16 يجتاز اختبارات التعذيب ويُظهر معايير لا هوادة فيها من متانة التصنيع وبراعة التصميم
الخلفية التكنولوجيا لزجاج شركة Corning
يعتمد استقرار شاشات الايفون على التكنولوجيا التي طورتها شركة Corning، والمعروفة باسم “Gorilla Glass” أو “زجاج الغوريلا”. تشرح شركة Corning على موقعها الخاص الخلفية التكنولوجيا لطبقات الحماية الخاصة بها وتوضح الاختلافات البارزة في الروابط الكيميائية بين مادتي الزجاج والسيراميك، إذ يتم ترتيب الذرات في الزجاج بطريقة عشوائية وغير متبلورة، بينما تصبح أنماط ترتيب البلورات أكثر انتظامًا في السيراميك الأكثر صلابة بمجرد أن يتم دمج الأيونات الموجبة والسالبة معًا.
عند الجمع بين مادتي السيراميك والزجاج بنسب معينة ودقيقة، يتحول الزجاج إلى طبقة سيراميكية أو بلورية بالكامل. ومع وضعها تحت درجة حرارة معينة، ومزجها بإحدى أشكال المواد الجرثومية مثل الفضة أو التيتانيوم، يصبح من السهل نمو الجراثيم حول البروات، إلا أن الجمع بين الزجاج والسيراميك عادةً ما ينتج عنه طبقة معتمة.
وفي مداخلتها مع موقع The Verge، أوضحت شركة Corning أن درع السيراميك الموجود على شاشات الايفون مصنوع من بلورات النانو سيراميك المدمجة في صفوف زجاجية. على عكس الزجاج الخزفي الشائع، فعادةً ما تكون البلورات أصغر من الأطوال الموجية للضوء، وبالتالي فهي تصبح شبه شفافة بالكامل. وتضيف: يُمكن تشكيل بلورات النانو سيراميك بهياكل متشابكة، والتي تلعب الدور الرئيسي في مقاومة الصدمات والتصدي للشروخ والشقوق والتصدعات أو أشكال مختلفة من مظاهر الانحراف.
حتى وإن تعرضت الشاشة لأي ضرر، يظل زجاج الشاشة الأصلي ثابتًا ومستقرًا بفضل التعزيز الرئيسي لمصفوفات أيونات الزجاج، وهي العملية التي يتم الإشارة إليها باسم “عملية التبادل الأيوني المزدوج”، والتي تم استخدامها لأول مرة على هواتف iPhone 11 بهدف جعل الجانب الزجاجي الخلفي أكثر مقاومة للخدوش.
الجيل الجديد من تقنية درع السيراميك على هواتف ايفون
قدمت ابل إصدارًا جديدًا من زجاج درع السيراميك Ceramic Shield مع طرازات iPhone 16. ووفقًا للبيان الرسمي الخاص بالإعلان، فإن طبقة الحماية الجديدة تتمتع بتركيبة مُحسنة وأقوى مرتين من أي طبقة زجاجية يتم استخدامها على أي هاتف ذكي آخر. بالرغم من ذلك، فإن تفاصيل مادة الحماية الجديدة تظل طي الكتمان، إذ لم تقدم ابل أو Corning أي تفاصيل دقيقة أو ملموسة لتوضيح مواصفات الجيل الجديد من الحماية. قد يكون هذا جزءًا من الصفقة بين الشركتين حتى لا يتم سرقة التفاصيل السرية للتكنولوجيا بواسطة أي شركة منافسة. لذا، يكاد من المستحيل معرفة مواصفاتها بدقة شديدة.
ومع ذلك، برغم مدى قوته في التصدي للخدوش ومقاومة السقوط، فهو لا يزال “زجاجًا” في النهاية، مما يعني أنه غير مُدّرع بالمعنى الحرفي، وسيظل قابلًا للكسر في بعض حالات الاستخدام القاسية، خاصةً إذا تعرض للسقوط من مسافة مرتفعة. بمعنى أبسط: فهي في النهاية طبقة زجاجية، ويجب أن تظل كذلك.
مستقبل التكنولوجيا
في بداية عام 2024، انتشرت بعض الشائعات التي تشير إلى أن شركة ابل سوف تستخدم مادة طلاء جديدة لطبقة الحماية الزجاجية، من شأنها تقليل أو توفير الحد الأدنى من الانعكاسات، ربما بطريقة مماثلة لزجاج Gorilla Armor Glass الذي تستخدمه شركة سامسونج مع هاتف Galaxy S25 Ultra. ومع ذلك، فإن المعلومات الخاصة بحماية شركة ابل نادرة حتى الآن، ولكن لا تزال فرصة استخدامها مع طرازات iPhone 17 قوية للغاية.
في حين أن زجاج Gorilla Armor هو الأفضل في مقاومة الانعكاسات، إلا أن شركة ابل تؤكد بأن زجاج Ceramic Shield هو الأكثر متانة ومقاومة للتصدعات. لذلك، على ما يبدو أن لكل منهما ميزة فريدة تتفوق فيها إحداهما على الأخرى. ومع ذلك، نتوقع أن يقدم الجيل التالي من حماية “درع السيراميك” مقاومة أعلى للانعكاسات، حتى وإن كانت بنفس مستوى الجيل الأول من حماية Gorilla Armor التي تمتع بها هاتف Galaxy S24 Ultra العام الماضي.