لقد تسببت السياسة التجارية الجديدة للرئيس ترامب في حالة من الاحتقان بين الصين والولايات المتحدة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، يجري الحديث بانتظام عما إذا كانت الرسوم الجمركية للحكومة الأمريكية ستؤثر على منتجات شركة آبل، وما إذا العميل هو من سيتحمل أي زيادة في الأسعار.
لكن من خلال مداخلته مع قناة CNBC، تبنى الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، وجهة نظر مطمئنة حيال الأمر، وشرح سبب عدم قلق آبل حيال السياسات التجارية والرسوم الجمركية المحتملة على منتجات الشركة، بما في ذلك هواتف الآيفون.
قدمت آبل بالأمس نتائجها الاستثمارية التفصيلية للربع الثاني لعام 2025. والجميع كان يترقب مكالمة الرئيس التنفيذي لشركة آبل ووجهة نظرة حول التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على سلاسل التوريد الخاصة بالشركة مع الصين. يراقب المستثمرون والمحللون الأوضاع عن كثب، إذ من المتوقع أن تتسبب السياسات التجارية الجديدة في التأثير على هوامش الربح ومبيعات الشركة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات الإلكترونية نظرًا لتصنيعها في الصين.
- اقرأ أيضًا: الرسوم الجمركية لن تؤثر على منتجات آبل: تيم كوك ينجح في إقناع الإدارة الأمريكية بإعفاء شركته!
آبل لن تتأثر من الرسوم الجمركية المرتفعة
وفقًا لتيم كوك، فإن آبل اتخذت احتياطاتها منذ فترة طويلة في هذا الصدد، حيث يتم تصنيع نصف أجهزة الآيفون حاليًا في الهند. هذا يعني أنه حتى لو فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على سلاسل التوريد القادمة من الصين، فقد لا تتأثر أجهزة الآيفون على الإطلاق أو قد تتأثر بنسبة طفيفة جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، فلقد أكد كوك أن منتجات آبل الأخرى مثل أجهزة MacBook و iPad وساعة Apple Watch وسماعات AirPods لا يتم تصنيعها في الصين، وإنما تأتي معظمها من فيتنام، وهي دولة ذات مخاطر جمركية أقل كثيرًا وفقًا للسياسات التجارية الجديدة لحكومة الولايات المتحدة.
من الواضح أن رسالة كوك كانت واضحة لطمأنة المستثمرين والعملاء الأمريكيين. فمعظم منتجات آبل المباعة في الولايات المتحدة تُصنّع إما في بلدان غير متأثرة بالرسوم الجمركية أو متأثرة منها بشكل طفيف للغاية. وهذا من شأنه أن يخفّف من حدة النقاش حول الزيادة المحتملة في أسعار منتجات الشركة.
لا تزال الصين شريكًا استراتيجيًا، لكنها ليست كل شيء
قال كوك أن شركة ابل اتخذت خطط طويلة المدى استعدادًا للمخاطر الجيوسياسية التي قد تؤثر على المنتجات الإلكترونية التي تُصنّع في الصين. بينما لا تزال الصين أحد الشركاء الاستراتيجيين في تصنيع منتجات الشركة، إلا إنها – وفقًا لكوك – لم تعد تلعب دورًا محوريًا في صناعة منتجات الشركة، وخاصةً فيما يتعلق بسلاسل التوريد الخاصة بالولايات المتحدة.
لقد قررت ابل إعادة هيكلة سلاسل التوريد نحو الهند وفيتنام منذ فترة من الوقت استعدادًا لمواجهة أي مخاطر سياسية قد تؤثر على السوق العالمية للشركة، ومن المتوقع أن يتم تصنيع جميع أجهزة الآيفون في الهند حصرًا بحلول عام 2027. هذا يعني أنه حتى في حال فرض رسوم جمركية على سلاسل توريد الأجهزة الإلكترونية القادمة من الصين، فسوف تتمتع أبل بميزة واضحة على منافسيها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عملاق كوبرتينو الأمريكي يستفيد من الإعفاءات المؤقتة التي طبقتها إدارة الرئيس الأمريكية على بعض المنتجات الإلكترونية القادمة من الصين، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وبعض المنتجات التقنية ذات الصلة. هذه الإعفاءات تحمي الشركة من أعباء السياسات التجارية بين الحكومة الأمريكية والصين.
يعد تصريح كوك بمثابة إشارة واضحة للسوق الاقتصادي بأن شركة ابل دائمًا ما تكون على أتم الاستعداد لمواجهة المخاطر المالية والأوضاع الجيوسياسية المضطربة بين البلدان.