تطبيق جديد من ابل لمساعدة مرضى السكري في إدارة حياتهم خلال وقت قريب

ابل-تعمل-على-تطوير-تطبيق-جديد-للحماية-من-مرض-السكري

لسنوات طويلة، تسابق ابل الزمن من أجل الحصول على “الكأس المقدسة” فيما يتعلق بأبحاث الصحة والرعاية الطبية، والتي لا يُمكن تذوق لذتها إلا إذا كانت قادرة على تطوير إحدى التقنيات التي تُمكّن أجهزتها من مساعدة مرضى السكري وقياس مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم دون أي أدوات جراحية.

لقد أثبتت ساعة ابل وتش أنها قادرة بالفعل على إنقاذ حياة مستخدميها، ولأكثر من مرة. من التنبؤ بالأمراض القلبية الخطيرة إلى استدعاء المساعدة الطبية العاجلة في حالات الطواري. ولكن ابل لا تزال في بداية الطريق، وهي لا تعرف المستحيل، وليس هناك شك أنها تتمتع ببعض القدرات التكنولوجية التي لا نهاية لها.

وفقًا لأبحاث الصحة في الولايات المتحدة، فهناك أكثر من 35 مليون مواطن أمريكي مُصاب بمرض السكري من النوع الأول والثاني. إنه أحد أخطر الأمراض البشرية التي تحتاج إلى رعاية صحية ورقابة طبية منتظمة. هؤلاء المرضى في أشد الحاجة إلى أي أدوات تُمكّنهم من إدارة مرض السكري لديهم، وهو مُضطرون لإجراء قياسات منتظمة لنسبة الجلوكوز في الدم بشكل يومي. عادةً ما يتم هذا الأمر من خلال أجهزة قياس سكر الدم الإلكترونية التي تُباع في الصيدليات وشركات الأدوية أو مواقع البيع عبر الإنترنت.

ابل تستعد لطرح تطبيق قادر على مساعدة مرضى السكري في إدارة حياتهم

ابل-تعمل-على-تطوير-تطبيق-جديد-للحماية-من-مرض-السكري

لقياس مستوى الجلوكوز في الدم، يضطر المريض إلى سحب عينة من الدم من جسده وإدخالها في جهاز قياس السكر. إنها عملية جراحية بسيطة ولا تستغرق سوى لحظات، ولكنها غير مريحة على الإطلاق، خاصة عندما يكون المريض مُضطر لتنفيذها عدة مرات يوميًا، وهو إجراء روتيني وضروري جدًا لمرضى السكر.

ولكن، منذ تسعينيات القرن الماضي، تعمل مؤسسات الأبحاث الطبية بجد لإيجاد حلول بديلة لقياس مستوى الجلوكوز في الدم دون الحاجة إلى أدوات القياس الجراحية. بعض المعاهد تستثمر مئات الملايين من الدولارات سنويًا لتحقيق ذلك. وبالرغم من كل ذلك، لم يتوصل البشر – حتى الآن – إلى أي جهاز غير جراحي يُمكن اعتباره حل سريري لقياس نسبة السكر في الدم.

بما أن ساعة ابل وتش في طليعة أفضل الأجهزة القابلة للارتداء في السوق التي يتم اعتبارها كأحد أدوات مراقبة الصحة، فليس من المستغرب إذا بدأت ابل بالاستثمار على طريقتها الخاصة لتطوير إحدى التقنيات التي تؤهل أجهزتها على مراقبة قياس الجلوكوز في الدم دون الحاجة لاستخدام أي أدوات جراحية.

منذ عام 2015 تتداول العديد من المصادر شائعات عن احتمالية طرح ابل لساعة قادرة على قياس نسبة السكر في الدم. ولكن اتضح أن الشركة كانت تعمل في الخفاء على تطوير هذه التكنولوجيا منذ زمن، حتى قبل أن تصل ساعة ابل وتش إلى ذروتها من الشهرة.

فعلى سبيل المثال، قال مارك جورمان، من بلومبرج، العام الماضي، أن شركة ابل تعمل على إيجاد تقنية غير جراحية لقياس سكر الدم منذ الأيام الأولى التي كان فيها المؤسس المشارك، ستيف جوبز، لا يزال في منصب الرئيس والمدير التنفيذي. ويُقال أن هناك قسم داخل شركة ابل يُعرف باسم Exploratory Design Group، عادةً ما يكون مسؤول عن المشروعات والمبادرات السرية، كان يعمل على مشروع “E5” الذي يتناول تطوير أداة قادرة على قياس مستوى السكر في الدم دون تدخلاً جراحيًا.

ومع ذلك، لدى ابل أفرع كثيرة ومتفرعة، وبعض المشاريع السرية مثل E5 و E68 التي تغطي تقنيات مراقبة نسبة السكر في الدم تُدار تحت شركة فرعية باسم Avolante Health LLC، لدرجة أن معظم العاملين في هذه الشركة الفرعية لا يعرفون بالأساس أنهم يعلمون لدى ابل.

لطالما كانت ابل قادرة في الحفاظ على سرية مشروعاتها، ولكن بعض المشروعات، مثل Project Titan، المعروف باسم سيارة ابل ذاتية القيادة، والذي تحول فيما بعد إلى نظارة فيجن برو، لم يكن سريًا للغاية لأنه من الصعب إخفاء معلومات منتج على وشك الإطلاق في سوق المستهلك. ولكن عندما يقتصر الأمر على الأبحاث الأولية، فمن السهل الحفاظ على هدوءه لأطول فترة ممكنة.

لم يعلم جورمان هذه المعلومات إلا العام الماضي فقط من بعض مصادره الموثوقة، والتي أخبرته أن الشركة لا تزال تعمل على مشروع طويل الأمد يهدف إلى توفير جهاز بحجم الايفون، لن يكون قادرًا على إدارة حياة مرضى السكري فحسب، ولكنه قد يساعد الأشخاص المُحتمل إصابتهم بنفس المرض من النوع الثاني للسماح لهم بإجراء تغييرات إيجابية على نمط حياتهم للوقاية منه.

من الواضح أن طموحات شركة ابل تتجاوز مجرد مساعدة الأفراد المصابين بمرض السكري، حيث أفاد جورمان في رسالته الإخبارية الأخيرة على بلومبرج أن ابل تمضي قدمًا في هذا الجانب. وهي تعمل على تطوير تطبيق مُصمم خصيصًا للأشخاص المصابين بمرض السكري، لمساعدتهم في إدارة الطعام وإجراء تغييرات على نمط حياتهم. وعلى ما يبدو أن نتائج اختبارات التطبيق التي تم تنفيذها على موظفين مختارين من الشركة آتت ثمارها بفعالية لدرجة أنها باتت قريبة من طرح التطبيق في السوق.