كلما توغلنا في أعماق نظام iOS 26، كلما أدركنا أن آبل لم تذكر لنا إلا القليل جدًا من التغييرات التي طرأت على نظام التشغيل الجديد خلال مؤتمر WWDC 25. لكن هذا من عادةً آبل بوجه عام، أن تمنحنا حرية التبحر والاستكشاف لمعالم التجربة الجديدة.
وتمامًا كما تم وصفه من محللو الشركة ومراقبو التقنية، فإن نظام iOS 26 هو بالفعل أضخم نظام تشغيل منذ عام 2013، ولعل فلسفة التصميم الجديدة المعروفة باسم “الزجاج السائل”، والتي لم تترك أي جانب من جوانب واجهة المستخدم إلا وقت تركت تأثيرها عليه، بمثابة محور ارتكاز هذه التجربة الفريدة.
لا تزال النسخة التجريبية من نظام التشغيل متاحة للمطورين والمستخدمين المشتركين في البرنامج التجريبي للمطورين، ومن المتوقع أن يتم طرح النسخة التجريبية الأولى العامة في غضون أيام/أسابيع قليلة. ومع ذلك، لن يتم إطلاق النسخة النهائية المستقرة من النظام إلا في سبتمبر المقبل، بالتزامن مع موعد حدث الكشف عن هواتف iPhone 17.
تغييرات الشاشة الرئيسية على نظام iOS 26
في حال قمت بالترقية إلى نظام iOS 26 التجريبي، فسوف تلاحظ التأثيرات الجمالية المرئية المذهلة للغة تصميم “الزجاج السائل” بمجرد إضاءة هاتفك، حتى ومن قبل أن تقوم بإلغاء قفل الشاشة. في تقرير سابق، تحدثنا باستفاضة عن التغييرات الجديدة التي شقت طريقها إلى شاشة القفل. لكن سنتناول في حوار اليوم أبرز التغييرات التي كانت من نصيب الشاشة الرئيسية باعتبارها الوجهة الجديدة لأجهزة الآيفون.
لغة التصميم المُسماة الزجاج السائل

تحوّلت أيقونات التطبيقات إلى تصميم جديد يُعرف باسم “الزجاج السائل”، وهي عبارة عن مادة برمجية متعددة الطبقات تضيف عمقًا شفافًا مرئيًا يشبه حركة سريان الماء على الزجاج.
ولقد وسّعت آبل من قائمة التطبيقات التي تستفيد من هذه الفلسفة التصميمية الجديدة، لتشمل على “سفاري” و “الصور” و “البريد الإلكتروني” و “الملفات” وغيرها من التطبيقات الأخرى، بما في ذلك تطبيقات الطرف الثالث. الآن، تتمتع جميع أيقونات الشاشة الرئيسية بلغة التصميم الجديدة، والتي تُضفي مظهرًا جماليًا مُحدثًا للتجربة المرئية.
بالإضافة إلى ذلك، تتغير ألوان مجلدات التطبيقات تلقائيًا بناءً على خلفية الشاشة. وإذا حاولت إجراء أي تعديلات جديدة على الشاشة الرئيسية، ستتحول الأيقونات التي تتفاعل معها إلى تصميم شفاف. الأبرز من هذا هو التغيير الديناميكي لتأثيرات الإضاءة التي تطرأ على عناصر واجهة المستخدم وشريط البحث والأيقونات عند تحريك الهاتف في زوايا مختلفة.
ثلاث ثيمات افتراضية للاختيار من بينها

سواء كنت ممن يحبون الوضع المظلم أو الوضع الفاتح، فإن جميع عناصر واجهة المستخدم تتمسك بنفس التأثيرات المرئية المستندة إلى لغة “الزجاج السائل”، والاستثناء الوحيد في الخلفية التي تصبح أفتح أو أغمق.
يسمح لك نظام iOS 26 بتخصيص وضع الإضاءة الذي تُفضله بعدة طرق مختلفة عن طريق النقر مع الاستمرار على الشاشة الرئيسية، ثم التعديل على خيارات ألوان الخلفية بالوضع الافتراضي.
يُمكن أيضًا تعيين إضاءة ديناميكية لوضع المظهر الداكن أو الفاتح بناءً على أوقات محددة من اليوم. لا يزال بإمكانك الوصول إلى أيقونات تصغير/تكبير حجم الأيقونات من الجزء الأيسر بواجهة التخصيص.
الأيقونات الشفافة

أضافت آبل وضع إضاءة جديد باسم “الوضع الشفاف”، بجانب وضعي الإضاءة المألوفين، الداكن والفاتح. يمتاز “الوضع الشفاف” بمظهر زجاجي شفاف، حيث تتبنى الأيقونات لون خلفية الجهاز، مع تحويل النصوص إلى اللون الأبيض. بالإضافة إلى ذلك، حتى “الوضع الشفاف” يحتوي على امتدادين من التأثيرات اللونية، وهما “الفاتح” و “الداكن”. مع الامتداد الفاتح، تبدو فلسفة التصميم الزجاجية أشبه بالزجاج المثلج، بينما يبدو كالزجاج الملمون في “الامتداد الداكن”.
أدوات الويدجت الأكثر استدارة

تتبنى أدوات الويدجت المصغرة نفس لغة التصميم الخاصة بالأيقونات، إذ تبدو شفافة إلى حد كبير، لكنها لا تزال تحتفظ بالقليل من تصميمها المألوف على نظام iOS 18 السابق. في حال قمت بالتبديل إلى “الوضع الشفاف” الجديد، سوف تتحول أدوات الويدجت إلى المظهر الشفاف، وستتناسق تلقائيًا مع خلفية الشاشة.
أيقونات الإعدادات بمركز التحكم

على نظام iOS 26، تتشابه وظائف مركز التحكم مع نفس الخيارات السابقة على نظام iOS 18، لكنها تتحول بالكامل إلى التصميم الشفاف. لذا، يعد التغيير الأبرز لمركز التحكم على النظام الجديد متمثل في المظهر الجمالي الجديد للغة الزجاج السائل الشفاف والاستفادة من التأثيرات المرئية الديناميكية للإضاءة المتغيرة.
تظهر الأيقونات داخل مركز التحكم على شكل “الزجاج المثلج”، وتم تعديل بعض الأيقونات لتتناسق مع الفلسفة التصميمية الجديدة للزجاج الشفاف. يبدو حجم الأيقونات أكبر قليلاً، بالإضافة إلى زيادة حدة استدارة الأيقونات لبعض أيقونات وظائف مركز التحكم، كمثال على أيقونة ضبط السطوع، التحكم في الصوت، والمزيد من الإعدادات الأخرى.
تطبيقات الويب
على نظام iOS 18، أصبحت تطبيقات الويب متاحة للتثبيت على الشاشة الرئيسية، لكن كان لابد من تهيئة تلك التطبيقات بواسطة مطوريها للتشغيل كتطبيقات ويب.
أما على نظام iOS 26، فأي أيقونة لأي موقع إلكتروني تفتح وكأنها تطبيق ويب بالفعل. في بعض الحالات النادرة، قد يتم فتح موقع الويب عبر متصفح “سفاري” كما كان الأمر في نظام iOS 18، لكن على ما يبدو أن نظام iOS 26 عالج هذه المشكلة بشكل شبه قاطع لفتح أي موقع كتطبيق ويب مُخصص، حتى وإن لم يتم تهيئته بشكل مثالي للعمل كتطبيق ويب.




