يعد تطبيق التقويم من شركة آبل أحد التطبيقات القياسية التي لا يستطيع مستخدمي الآيفون الاستغناء عنها في حياتهم اليومية. وبينما كان يتطور التطبيق ببطء شديد على مر السنين، محافظًا على شخصيته وسماته الأساسية، ترغب آبل الآن في دمج بعض عناصر الذكاء الاصطناعي بداخل وظائفه. ولما لا، لقد حصل بالفعل تطبيقي الصور والبريد الإلكتروني على بعض وظائف الذكاء الاصطناعي، وحتى Siri كذلك، فليس من المستغرب أن يتجه تركيز آبل نحو تطبيق التقويم الذي لم يتلقى سوى القليل من الابتكار في السنوات الأخيرة، وهذا هو الأمر المُخطط له مع نظام iOS 19.
وفقًا لتقرير جديد صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبية، فقد يُثمر استحواذ آبل الغير مُعلن عنه على شركة Mayday Labs Inc المتخصصة في أتمتة الذكاء الاصطناعي عن الكثير من الفوائد التي يجب أن تشق طريقها إلى نظام آبل البيئي في المستقبل المنظور.
من غير الواضح متى نجحت آبل بالضبط في الاستحواذ على شركة Mayday Labs Inc، لكننا نعتقد أنه توقيتًا قياسيًا مع الأخذ بالاعتبار توجهات آبل في الفترة الأخيرة بالعمل المتزايد على توسيع تطبيقاتها في مجال الذكاء الاصطناعي تحت مُسمى منصة “ذكاء آبل” التي تعمل معظم جوانبها محليًا على الجهاز. بالتالي، فإن ترقية تطبيق التقويم لينضم إلى عشيرة الذكاء الاصطناعي هي خطوة منطقية ومحتملة بنسبة كبيرة.
ما هي شركة Mayday Labs Inc
Mayday labs Inc هي شركة ناشئة في مجال إدارة الوقت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتوفر مساعد ذكاء اصطناعي يجمع بين وظائف التقويم وإدارة المهام. كان الهدف منه مساعدة المستخدمين في إدارة وتنظيم حياتهم اليومية وتقديم اقتراحات ذكية وجدولة تلقائية للمهام مدعومة بخوارزميات التعلم الآلي، وهو لا يزال متوفرًا على المنصة التابعة للشركة حتى الآن.
يُقال أن تاريخ استحواذ آبل على الشركة يعود لأبريل من عام 2024، عندما توقف التطبيق بشكل مفاجئ على أجهزة macOS و iOS و iPadOS.
أبرز سمات مساعد جدولة المهام الذكي من Mayday
وفقًا للوصف المُعلن عنه، فإن مساعد Mayday الذكي يتمتع بمجموعة واسعة من الوظائف التي تتجاوز التقويم التقليدي، ومنها ما يلي:
■ الجدولة التلقائية: يستطيع Mayday تحديد الفترات الزمنية المناسبة وجدولة المناسبات والأحداث الهامة بشكل تلقائي دون الحاجة إلى قيام المستخدم بمزامنة الجدولة بنفسه. يأخذ Mayday بعض العناصر في الاعتبار وضمن الأولويات تلقائيًا أثناء عملية الجدولة.
■ التخطيط التكيفي للوقت: يستطيع التطبيق تحليل سلوك المستخدم والأوقات المفضلة له وأنماط الإنتاجية لتقديم اقتراحات تناسب كل مستخدم وفقًا للمواعيد والمهام ضمن جدول أعماله.
■ تخطيطات الفريق: يساعد Mayday المجموعات من فرق العمل في تحديد أفضل الأوقات المناسبة للتجمع والاشتراك في المهام دون الحاجة إلى تنسيق مواعيد يدوية بواسطة أحد أفراد الفريق.
■ جدولة المهام بالذكاء الاصطناعي: بمجرد أن ينتهي المستخدمون من تحديد المهام ومواعيدها ومدتها، يستطيع التطبيق اختيار الفترات الزمنية المناسبة لها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
■ إعادة الجدولة الديناميكية: يستطيع Mayday تعديل التقويم ديناميكيًا في حال تم تأجيل بعض المواعيد أو حدوث أي اختلافات في الجدول المُخطط له.
■ مشاركة روابط المواعيد الذكية: يُمكن للمستخدمين مشاركة روابط التقويم مع أشخاص آخرين للسماح لهم باقتراح المواعيد دون الوصول إلى الهيكل الكامل للتقويم.
ما علاقة كل ما سبق بتطبيق التقويم ونظام iOS 19؟
في منشور مفوضية الاتحاد الأوروبية، يتبين أن آبل نجحت في الاستحواذ على شركة Mayday Labs Inc خلال الثماني عشر الماضيين، دون ذكر موعد محدد، لكن على ما يبدو أن آبل لم تتم الصفقة إلا منذ وقت قريب، ولهذا كان من المستحيل ضم جميع هذه الميزات في تطبيق التقويم مع نظام iOS 18.
لكن بما إننا الآن في انتظار iOS 19، فإن فرصة ظهور جميع الميزات السابق ذكرها في تطبيق التقويم أصبحت محتملة. قد لا تكون هذه الميزات متوفرة من اليوم الأول للإعلان عن نظام iOS 19، لكن تجدر الإشارة إلى أن الإصدار النهائي من النظام لن يكون متاحًا قبل سبتمبر 2025. ربما أمام آبل فترة زمنية أكثر من كافية لتحويل أحد تطبيقاتها الرئيسية إلى منصة تقويم فائقة الذكاء قادرة على معالجة كل ما يتعلق بإدارة المهام محليًا على الجهاز.
في الوقت ذاته، قد يستفيد الإصدار الأكثر تكاملاً من Siri بشكل كبير من هذه الصفقة، والذي من المتوقع أن يتكامل مع عدد كبير من تطبيقات آبل الرئيسية، بما في ذلك التقويم بكل تأكيد. فعندما يستطيع الذكاء الاصطناعي معرفة مواعيدك ويكفر معك بنفس الطريقة ويدعمك بالاقتراحات المناسبة لاحتياجاتك، جميعها كانت جزءًا من وعود آبل للمساعد الصوتي.
