لا أحد يعلم على وجه اليقين ما الذي تخطط له شركة ابل في قطاع الأجهزة المحمولة القابلة للطي. ولكن لا يخفى على أحد أن الشركة تستثمر قدرًا لا بأس به من البحث والتطوير في هذا القطاع. على عكس شركات تصنيع الأندرويد، ابل لا تريد أن تطلق أي جهاز قابل للطي في السوق قبل أن تتأكد من تلبيته لمجموعة صارمة من المعايير الصناعية. ومن المتوقع أن يؤتي ثمار هذا التركيز في الاتجاه التي ستتخذه الشركة في هذا المجال عندما يصبح المنتج النهائي متوفرًا بشكل رسمي.
على الرغم من أن الهواتف القابلة للطي لم تصبح بعد الاتجاه السائد في قطاع الأجهزة الإلكترونية المحمولة حتى الآن، إلا أن هناك اهتمام متزايد يحيط بها من قِبل بعض المستخدمين في أسواق مختلفة. تسير سامسونج على هذا القطاع إلى حد كبير بفضل هواتفها القابلة للطي من الفئة الصدفية “Flip” والفئة التي تنطوي على شكل كتاب “Fold”.
وبالنسبة إلى شركة ابل، فهي من الممكن أن تبدأ هي الأخرى مع جهازين قابلين للطي، ولكن على عكس سامسونج، أحدهما سيكون جهازًا لوحيًا قابل للطي. وهذا يأتي عكس طموحات الكثير من محبين العلامة التجارية الذين افترضوا أن يكون أول جهاز قابل للطي من شركة ابل هو “iPhone Flip”.
شركة ابل ليست مهتمة حقًا بالأجهزة القابلة للطي في هذه المرحلة
ولكن ابل تفكر في الأمر بعقلية منطقية واستراتيجية ذكية للغاية. فعلى الرغم من شعبية أجهزة سامسونج القابلة للطي، إلا إنها لا تحظى بهذا القدر الهائل من الاهتمام في سوق الأجهزة المحمولة – وفقًا لجميع دراسات أبحاث السوق التي صدرت خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبينما زعمت بعض المصادر أن جهاز iPhone Flip قادم في غضون عامين من الآن، إلا أن التقارير الأخيرة تؤكد تشكك في صحة هذه المزاعم، مدعومة باستشهادات قوية من بعض المحللين والمطلعين على أخبار الصناعة الذين يعتقدون أن ابل لا تهدف إلى إطلاق iPhone Flip في هذه المرحلة، وأن هذا الهاتف لم يخضع لمرحلة التطوير بعد. وصراحة إنني أميل أكثر إلى تصديق تلك الاحتمالات.
إن مزاعم تطوير ابل لهاتف ايفون قابل للطي تعود إلى عام 2016، والتي أكدت أن هذا الجهاز قادم بحلول عام 2021. ومع ذلك، بدأ المحللين مؤخرًا في الترويج لهذا الهاتف من جديد على افتراض أنه لن يأتي قبل عام 2026.
إن السبب الذي يجعلنا نعتقد أن ابل لا تركز اهتمامها على تطوير هواتف قابلة للطي حتى الآن يرجع لحقيقة أن هذا السوق متقلب للغاية في الوقت الحالي. ومبيعات سامسونج من أجهزتها القابلة للطي منخفضة تمامًا على أساس سنوي، برغم جميع التحسينات التي شهدتها التقنية حتى الآن. لذلك، ببساطة شديدة ابل ليست في عجلة من أمرها للدخول إلى هذا السوق قبل أن تتأكد من هوامش ربحها في حال اتخذت قرارها بإنتاج هذه الأجهزة.
على الرغم من أن سامسونج مؤمنة بأن مستقبل الأجهزة المحمولة سيقتصر على الأجهزة القابلة للطي، إلا أن ابل لديها وجهة نظر أخرى ومؤمنة بشكل أكبر في عامل الشكل التقليدي للهواتف الذكية الأكثر قوة والأخف وزنًا. لذلك، احتمال رؤية iPhone Flip ليس أمرًا مستبعًدا بعد كل شيء، ولكن من المبكر لأوانه الاعتقاد بأننا قد نرى هذا الهاتف خلال وقت قريب.
إذا كانت هناك اهتمامات مكثفة من شركة ابل على تطوير جهازًا جديد يتمتع ببنية هندسية حديثة ومبتكرة، فسيكون هذا الجهاز هو iPhone 17 Air الذي من المتوقع وصوله بجانب تشكيلة iPhone 17 العام القادم. يُشار إلى هذا الهاتف في بعض الأماكن باسم iPhone 17 Slim، ويُقال أنه سيكون أكثر هواتف ابل نحافة في تاريخ الايفون، بسماكة أقل من iPhone 15 Pro بمقدار 2 ملليمتر، وسيحل محل طراز “Plus” الذي ستتوق ابل عن طرحه بدايةً من العام القادم.
لذلك، مع الأخذ بالاعتبار اهتمام ابل المتزايد بالتصميم الأكثر نحافة من هاتف ايفون، فمن الصعب أن نتخيل أن الشركة تولي اهتمامًا متوازي بالتزامن مع تكثيف موارد البحث والتطوير للهاتف الأكثر نحافة. نعم، ابل تستطيع العمل على مشروعين في نفس الوقت، ولكننا اعتدنا على رؤية اهتمام ابل بالتأكد من نتائج كل جهاز جديد في السوق قبل أن تبدأ بالعمل على جهاز آخر.
