هناك مثل غربي شائع يقول “الناس يريدون دائمًا المزيد“. وهذه حقيقة بالفعل، فمهما حاولت إشباع رغبات الناس بما يحتاجونه أو يتطلبونه، يولد لدى البعض منهم شعورُ بالحاجة إلى المزيد والمزيد. هذا الشعور ينتاب كل عشاق التكنولوجيا، لكن لا يُمكننا وصف هذا الشعور بالجشع التكنولوجي عندما نتحدث عن منتجات شركة آبل على وجه التحديد.
السبب في ذلك أنه عادةً ما يكون لدى عملاء الشركة المخلصين حالة يُمكن وصفها بالهوس التكنولوجي “إن صح التعبير” أو سقف مرتفع جدًا من الطموحات الجنونية، ودائمًا يتوّقون لأن تفاجئهم الشركة بما لا يتوقعونه أو ينتظرونه. نعتقد أن الشركة الكاليفورنية ستحقق لهم آمالهم في غضون عامين من الآن.
تعمل آبل حاليًا على فئات جديدة كليًا من المنتجات التقنية التي لم يكن لديها أي خبرة سابقة معها. ووفقًا للتقارير، فمن المتوقع أن يصبح 2027 العام الأكثر أهمية في تاريخ الشركة، إذ من المقرر أن يشهد نهضة تكنولوجية غير مسبوقة في القطاعات التقنية، وبداية تدشين حقبة جديدة تمامًا من المنتجات.
تشتمل خطط آبل لعام 2027 على هاتف آيفون القابل للطي، بعض منتجات الذكاء الاصطناعي، نظارة ذكية، إعادة هيكلة وتصميم المساعد الصوتي Siri بشكل يتجاوز قدرات مساعدي الذكاء الاصطناعي الحاليين، بعض الأجهزة الروبوتية، والمزيد من المنتجات الأخرى.
يجب أن تعلم أنك لست الوحيد الذي يتساءل عن موعد طرح آبل لهذه المنتجات، فجميعنا ننظر رؤيتها ونحن على حافة مقاعدنا. تحاول شركة آبل أن تتقدم في كل القطاعات، وإن بدى عليها التباطؤ، لكنها تحافظ على التطوير بثبات متزن وانتظام رزين. هذا أفضل كثيرًا من التهور والندم لاحقًا. ليس لأنني امتلك المقومات اللازمة لتصنيع التكنولوجيا فهذا يعني أنني الشخص المناسب لها أو أن هذا هو التوقيت المناسب لصناعتها. من الجيد أن تدرس الشركة أي مشروع من عدة أوجه مختلفة لأن هذا لا ينعكس بشكل إيجابي على مبيعاتها فحسب، وإنما يترك انطباعًا إيجابيًا لدى الجمهور أيضًا.
الآن، لدى آبل مجموعة جديدة من الابتكارات الحقيقية، وسلسلة مذهلة من التقنيات الحديثة المُخطط لها من أجل العام بعد القادم، والتي من المتوقع أن تُحدث تغييرًا كبيرًا في سوق التكنولوجيا عامةً ولدى المستخدمين خاصةً.
■ هاتف آيفون القابل للطي

من حسن الحظ أن هاتف آيفون القابل للطي من بين أقرب الابتكارات الحديثة التي تعمل عليها آبل الآن، ومن المتوقع رؤيته العام القادم. يأتي الهاتف بتصميم “فولد” الذي ينطوي على شكل كتاب، بشكل مماثل لهاتف Galaxy Z Fold. لكن على عكس هاتف سامسونج، ترغب آبل حقًا في إبهار العالم بميزاته الفريدة وتقنياته الغير مسبوقة. من بين الكثير من الأمور، يُقال أن هاتف آيفون القابل للطي يحتوي على الحد الأدنى من تجاعيد الشاشة، أو لا يحتوي عليها إطلاقًا. كما إنه يتمتع بهيكل من التيتانيوم. لكن بعيدًا عن تصميمه وجودة تصنيعه، فإن تجربة المستخدم التي سيقدمها ستكون الأكثر إثارة للإعجاب. من المرجح أن يُباع بسعر مرتفع، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لمنتجات آبل التي تُركز على الجودة الممتازة.
■ آيفون في الذكرى السنوية العشرين

ستحتفل آبل بالذكرى السنوية العشرين على إطلاق أول هاتف آيفون في عام 2027. من المتوقع أن تطرح الشركة تشكيلة مختلفة وجديدة كليًا من هواتف آيفون. لا نعرف بعد ما الذي تخطط له آبل الآن. لكن نتوقع أن يتخلى الجهاز عن أي شقوق في الشاشة ويتخلص نهائيًا من الجزيرة الديناميكية. هل هذا يعني اختفاء تقنية Face ID بشكل نهائي؟ ربما، أو ربما يتم تدشين مستشعر TrueDepth أسفل الشاشة، وهي تقنية تعمل عليها آبل منذ بعض الوقت. في المجمل، يجب أن يأتي آيفون في عام 2027 بتصميم مختلف تمامًا عن التصميم الحالي، من الأمام ومن الخلف.
■ النظارة الذكية

تعمل آبل على فئة جديدة من المنتجات القابلة للارتداء التي يُمكنها الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي. يتوقع خبراء الصناعة أن الشركة تحاول تطوير نظارة ذكية مماثلة لنظارة Ray-Ban Meta، لكن يكمن الاختلاف بينهما أن آبل هي من تطور الشرائح الخاصة بنظارتها الذكية بنفسها لتحسينها خصيصًا من أجل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
قد يتم تزويد النظارة بميكروفون ومجموعة كاميرات ومكبرات صوتية، جنبًا إلى جنب مع مميزات الذكاء الاصطناعي. ستكون قادرة على التقاط الصور والفيديوهات ومسح المحيط، وستحتوي على أدوات مساعدة قائمة على الذكاء الاصطناعي. أفضل ما الأمر أن احتواؤها على شريحة مُخصصة من آبل يعني أنها ستتمتع بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، ما يضمن لها عمر بطارية أطول ودورات شحن أقل.
من المؤكد تقريبًا أن تدعم النظارة الذكية تقنية الذكاء البصري للسماح لمرتديها بالتعرف على العناصر والكائنات التي تستطيع كاميرات النظارة رؤيتها.
■ أجهزة أخرى مزوّدة بالذكاء الاصطناعي

من بين منتجات أخرى، يبدو أن آبل تعمل جاهدة لضم ساعة Apple Watch وسماعة AirPods لعشيرة الذكاء الاصطناعي. يُقال أن الإصدارات المستقبلية منها تحتوي على كاميرات مدمجة مُخصصة للذكاء الاصطناعي، والهدف هو مسح البيئة والتعرف على جميع العناصر والكائنات الموجودة في البيئة. للأسف المعلومات المتوفرة في هذا الصدد نادرة للغاية، لكن من المتوقع أن تعمل آبل لدمج هذه التقنيات بطريقة تجعلها مفيدة وعملية في الحياة اليومية.
■ المساعد Siri كما لم تراه من قبل

في الحقيقة، من المتوقع أن يحصل المساعد الافتراضي Siri على تغييرات كبيرة هذا العام والعام القادم، لكن يُقال أن الضجة الحقيقية لن تحدث قبل عام 2027. يتوقع Gurman من وكالة Bloomberg أن الشركة تهدف لإعادة تصميم Siri من جذروه للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. سيحدث ذلك عن طريق تصنيع شرائح مُخصصة وأكثر قوة لخوادم آبل السحابية من أجل تشغيل Siri في المستقبل بنماذج لغوية هائلة تُعرف باسم “LLMs”. تسهم هذه النماذج اللغوية في تحسين وتطوير Siri إلى حد كبير لكي يكون أكثر إدراكًا ووعيًا للسياق، وفهم محادثات المستخدمين بذكاء والتفاعل بشكل أفضل مع الاستفسارات والمدخلات.
■ الروبوتات الذكية

إذا نجحت آبل في الوصول إلى تطوير خوادمها المُخصصة للذكاء الاصطناعي في الوقت المناسب، فلن يكون مفاجئًا إذا قدمت لنا المزيد من الأجهزة القائمة على هذه التكنولوجيا. كانت هناك تقارير عدة عن مساعي الشركة لتطوير جهاز روبوتي – يُشار إليه في التقارير باسم HomePad – وهو عبارة عن مساعد صوتي ذكي يُمكن تثبيته على الطاولة وله ذراع روبوتي متحرك ومزوّد بوظائف الذكاء الاصطناعي. الغرض من هذا الجهاز هو التحكم في جميع أجهزة المنزل الذكية بشكل مماثل لأجهزة جوجل وأمازون.
آبل في 2027
ما تخطط له آبل قد يفاجئ الجميع في عام 2027. فهناك أيضًا شائعات عن جهاز بشاشة قابلة للطي مقاس 18.8 بوصة تدعم اللمس، يجمع بين ميزات macOS و iPadOS في جهاز واحد. هذا بالطبع بجانب المنتجات الرئيسية السنوية من Mac و iPad و AirPods و Apple Watch وغيرها من الأجهزة الأخرى.
لكن من الواضح أن الشركة الأمريكية تستعد لمرحلة جديدة ستبدأها مع الأجهزة القابلة للطي ومنتجات تستفيد بشكل أكبر من ثورة الذكاء الاصطناعي. ربما لن تستطيع إطلاق جميع الأجهزة في وقت واحد، خاصةً مع الوضع بالاعتبار النهج الذي تتبعه الشركة في تطوير المنتجات. لكن من المتوقع أن يشهد سوق الشركة طفرة نوعية وتطورات تقنية أكثر إثارة في السنوات القليلة القادمة.
- اقرأ أيضًا: جدول أعمال ابل لصيف 2025: إليكم توقعاتنا الخاصة!




